إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟ ! فيقولون: فلان ابن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، فيستفتحون لها فيفتح، فيشيّعه من كل سماء مقرّبوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا لعبدي كتابا في عِلّيين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه في جسده ... ] الحديث (١).
قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: ولقد أرينا فرعون آياتنا، يعنى أدلتنا وحججنا على حقيقة ما أرسلنا به رسولينا موسى وهارون إليه كلها {فَكَذَّبَ وَأَبَى} أن يقبل من موسى وهارون ما جاءا به مق عند ربهما من الحق استكبارًا وعتوًّا).
في هذه الآيات: اتهام فرعون موسى بالسحر ومحاولة تقويضه بسحر مثله، واجتماع الناس لرؤية مشهد السحرة في مبارزتهم موسى، وتحذير موسى القوم من مغبة الكذب على الله وإنكار الحق أمام تشجيع فرعون لهم.
محاولةٌ من فرعون للتخلص من سلطان حجج موسى وقوة أدلته بالاتهام بالسحر واللجوء إلى المكر والحيلة.
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٧)، والحاكم (١/ ٣٧)، والآجري في "الشريعة" ص (٣٦٧) - (٣٧٠) من حديث البراء، وله شواهد عند ابن ماجة والطيالسي وأبي داود وغيرهم.