أي: اجتمعوا صفًا واحدًا، ثم ألقوا ما في أيديكم مرةً واحدة، فإنكم إذا فعلتم ذلك كان أهيبَ في صدور الرائين، ومن ثمّ تكون لكم الغلبة على هذين الرجلين.
وعن وهب بن منبه قال:(جمع فرعون الناس لذلك الجمع، ثم أمر السحرة فقال:{ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} أي قد أفلح من أفلح اليوم على صاحبه).
والمقصود: إنْ كانت لكم الغلبة فقد أفلحتم اليوم بعطايا فرعون، وتمكّن فرعون من رياسته العظيمة وملكه العجيب.
في هذه الآيات: بدء الاستعراض من السحرة بحبالهم وعصيهم أمام موسى وأعين الناس، وشعور موسى بالخوف من رهبة ما رأى، وتثبيت الله تعالى له بأمره إلقاء ما في يمينه لتحصد سحرهم وكذبهم، وانتهاء المشهد بسجود السحرة لله قائلين آمنا برب هارون وموسى.
أي: قال السَّحرة لموسى لما استعدوا لبدء اللقاء والسجال إما أن تلقي أنت أولًا وإما أن نبدأ نحن بالإلقاء. فأجابهم موسى - عليه الصلاة والسلام - بل أنتم ألقوا. قال ابن كثير:(أي: أنتم أولًا لنرى ماذا تصنعون من السَّحر، وليظهر للناس جليَّةُ أمرهم).