للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: [ما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة واليهودُ تصومُ عاشوراء، فسألهم فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر الله فيه موسى على فرعونَ. فقال: نحن أولى بموسى، فصوموه] (١).

وفي رواية: [أنتم أحقُّ بموسى منهم فصوموا].

وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدِمَ المدينة، فوجَدَ اليهودَ صِيامًا، يَوْمَ عاشوراء. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يومٌ عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرَّق فرعونَ وقومه، فصامه موسى شُكْرًا، فنحن نصومه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فنحن أحقُّ وأوْلى بموسى منكم. فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرَ بصيامه]. (٢) وفي لفظ للبخاري: [قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمَرَ بصيامه].

وفي صحيح البخاري عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: [كانَ يوم عاشوراء تعدُّه اليَهود عيدًا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فصوموه أنتم] (٣).

وقوله: {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ}.

وذلك بعد هلاك فرعون، فقد واعد الله تعالى موسى وبني إسرائيل إلى جانب الطور الأيمن، فكلّم موسى وأعطاه التوراة، وهناك سأل موسى الرؤية، وسقط بنو إسرائيل أثناء ذلك في عبادة العجل.

وقوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}. أي: رحمة من الله تعالى بهم، فيأخذون حاجتهم إلى الغد. والمنّ: حلوى كانت تنزل عليهم من السماء. والسَّلوى: طائر يسقط عليهم. وهذا امتنان عظيم من الله سبحانه على بني إسرائيل وآية من آيات الثبات على الحق ولكن أكثرهم لا يعلمون.


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه - حديث رقم - (٢٠٠٤)، كتاب الصوم، وأخرجه كذلك برقم (٤٦٨٠)، (٤٣٣٧)، ورواه مسلم في الصحيح (١١٣٠) ح (١٢٧)، وأخرجه أبو داود (٢٤٤٤)، وأحمد (١/ ٢٩١) وغيرهم.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١١٣٠) ح (١٢٨)، كتاب الصيام، باب صوم يوم عاشوراء.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه (٢٠٠٥) - كتاب الصوم - باب صوم يوم عاشوراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>