للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي}.

قال ابن عباس: ({وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ} يقول: ولا تظلموا). وقال قتادة: {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} يقول: فينزل عليكم غضبي).

قال القرطبي: ({كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} أي من لذيذ الرزق. وقيل: من حلاله إذ لا صنع فيه لآدمي فتدخله شبهة). وقال ابن كثير: ({وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ}، أي: كلوا من هذا الذي رزقتُكم، ولا تطغوا في رِزقي فتأخذوه من غير حاجة، وتخالفوا ما آمركم به). وقوله: {فَيَحِلَّ} منصوب بالفاء في جواب النهي. وقرأها الأعمش: {فَيَحِلَّ}، {وَمَنْ يَحْلِلْ} من الحلول أي الوقوع. وهي بالكسر {فَيَحِلَّ} من حلَّ يحِلّ إذا وجب وهما قراءتان والكسر أشهر.

وقوله: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى}. قال ابن عباس: (أي فقد شقي). وقال الزجاج: (فقد هلك).

وقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}.

هو باب عظيم من أبواب رحمة الله تعالى فتحه لعباده إلى قبيل قيام الساعة، فكل من تاب من ذنبه مهما كان -من الشرك حتى الصغائر- وأتبعه بالعمل الصالح وثبت على الإيمان، فإنه سيصير بإذن الله إلى المغفرة والجنان.

وعن ابن عباس: ({ثُمَّ اهْتَدَى} يقول: لم يشكُك). وقال قتادة: (يقول: ثم لزم الإسلام حتى يموت عليه). وعن الربيع بن أنس: ({ثُمَّ اهْتَدَى} قال: أخذ بسنّة نبيه - صلى الله عليه وسلم -). وقال ابن زيد: (أصحاب العمل). وقال سعيد بن جبير: (أي: استقام على السنة والجماعة).

قلت: وجميعها تفيد المعنى وتزيده وضوحًا وجلاء وتكشف آفاقه وأبعاده.

٨٩ - ٨٣. قوله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى (٨٣) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (٨٤) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (٨٥) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>