للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحيّ: الذي لا يموت، القيوم: الذي لا ينام، الذي هو قيِّم على كل شيء بالحفظ والتدبير ولا قِوام لشيء إلا به.

وقوله: {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}. قال قتادة: (من حمل شركًا). وقال ابن زيد: (الظلم هاهنا: الشرك).

قلت: بل الظلم يشمل عند الإطلاق الشرك والمعاصي وأكل الحقوق والبغي، ومن ثمَّ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، يصيب صاحبه من الخيبة يومئذ حسب مظلمته.

ففي التنزيل:

١ - قال تعالى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [الحج: ٧١].

٢ - وقال تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: ١٨].

وفي صحيح السنة المطهرة في التخويف من الظلم أحاديث:

الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة، واتقوا الشّح فإن الشّحَ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم] (١).

الحديث الثاني: خَرّجَ مسلم - كذلك - في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقادَ للشاة الجَلْحَاء - التي لا قرن لها - من الشاة القرناء] (٢).

الحديث الثالث: أخرج البخاري عن أبي هريرة: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [مَن كانت عِنْدَه مظْلَمَةٌ لأخيه فليتحَلَّلْهُ مِنْها، فإنه ليس ثَمَّ دينارٌ ولا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أن يُؤْخَذَ لأخيه من حَسناتِه، فإن لم يكنْ له حسناتٌ أُخِذَ من سيئاتِ أخيه فطُرِحت عليه] (٣).

وفي لفظ: [من كانت له مظلمةٌ لأخيه مِنْ عِرْضِهِ أو شيءٍ فليتحلَّلْهُ منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم، إنْ كان له عملٌ صالح أُخِذَ منه بقدْرِ مَظْلَمتِهِ، وإنْ لم يكن له حسناتٌ أُخِذَ من سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه].


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه (٢٥٧٨) - كتاب البر والصلة.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٥٨٢) - كتاب البر والصلة - الباب السابق.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه - حديث رقم - (٢٤٤٩) - كتاب المظالم، وأخرجه كذلك (٦٥٣٤) - كتاب الرقاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>