أي: ومن يكن في حياته الدنيا على منهج الإيمان والعمل الصالح فإنه يأتي يوم القيامة آمنًا لا يظلم من عمله شيئًا ولا ينقص من حق عمله.
والآية هي الصورة المقابلة للصورة السابقة صورة الظالمين، فإنه تعالى بعد أن ذَكَرَ حالهم ثنّى بذكر المتقين ومآلهم.
قال قتادة:({وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} وإنما يقبل الله من العمل ما كان في إيمان). وعن ابن عباس:({فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} قال: لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم، فيزاد عليه في سيئاته، ولا يظلم فيهضم في حسناته).
وعن حبيب بن أبي ثابت قال:(الهضم: الانتقاص). قال قتادة:({فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} قال: لا يخاف أن يظلم، فلا يجزى بعمله، ولا يخاف أن ينتقص من حقه، فلا يوفى عمله).
وقال الحسن:(لا ينتقص الله من حسناته شيئًا، ولا يحمل عليه ذنب مسيء. وأصل الهضم: النقص).
في هذه الآيات: ثناءُ الله على هذا القرآن العربي المبين، الذي قد فُصِّل فيه الوعد والوعيد فهو ذكرى للذاكرين، فتقدّس الله الملك الحق العليم الحكيم. وأمْرُ الله نبيّه الإنصات لجبريل عند تلاوته القرآن، ثم ليقبل عليه بالحفظ ورجاء الله زيادته في العلم والإيمان.
فقوله:{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}. أي بلسان عربي مبين فصيح، وهو لسانكم أيها العرب. قال القرطبي:(أي كما بيّنا لك في هذه السورة من البيان، فكذلك جعلناه {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أي بلغة العرب).
وقوله:{وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ}. أي خوفناهم فيه بضروب من الوعيد. قال