أي: إن لك في الجنة: الكسوة والطعام والشراب والمسكن، فاحذر من التفريط في ذلك.
وعن ابن عباس:({وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} يقول: لا يصيبك فيها عطش ولا حرّ). أو قال:(يقول: لا يصيبك حرّ ولا أذى). وقال سعيد بن جبير:(لا تصيبك الشمس). قال القرطبي:(أعلمنا في هذه الآية: أن النفقة التي تجب للمرأة على زوجها هذه الأربعة: الطعام والشراب والكسوة والمسكن، فإذا أعطاها هذه الأربعة فقد خرج إليها من نفقتها، فإن تفضل بعد ذلك فهو مأجور، فأما هذه الأربعة فلا بد لها منها، لأن بها إقامة المهجة).
قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: فأكل آدم وحوّاء من الشجرة التي نُهيا عن الأكل منها، وأطاعا أمر إبليس، وخالفا أمر ربهما {فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} يقول: فانكشفت لهما عوراتهما، وكانت مستورة عن أعينهما).
قلت: وفي الآية دليل أن موافقة إبليس تفضي إلى ظهور العورة والعيوب، وكشف الستر والفضيحة، وما فيه أذى على النفوس وفي واقع الحياة.
وقوله:{وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}. أي أقبلا يغطيان عليهما من ورق شجر الجنة. قال قتادة:(يقول: يوصلان عليهما من ورق الجنة).
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [حاجَّ موسى آدم فقال له: أنتَ الذي أخْرَجْتَ الناسَ من الجنة بذنبكَ فأشقيتَهُم؟ قال آدمُ: يا موسى أنت