هو كقوله تعالى:{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا}[البقرة: ٣٨]، . يعني آدم وحواء وإبليس.
قال ابن كثير:({بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}، قال: آدم وذرَّيته، وإبليس وذريته).
وقوله:{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى}. قال أبو العالية:(الأنبياء والرسل والبيان).
وقال القرطبي:(يعني الرسل).
وقوله:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}. قال ابن عباس:(لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة). وقال ابن عباس:(ضمن الله تعالى لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألا يضلّ في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، وتلا الآية). وعنه قال:(من قرأ القرأن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة، ووقاه يوم القيامة سوء الحساب، ثم تلا الآية).
قال ابن عباس:(يقول: الشقاء). وقال مجاهد:({ضَنْكًا}: ضيقة). وقال قتادة:(الضنك: الضيق). قال ابن كثير:(قوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}، أي: خالَف أمري وما أنزلته على رسولي، أَعْرَضَ عنه وتناساه وأخذ من غير هداه، {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، أي في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراحَ لصدره، بل صَدْرُهُ ضَيّقٌ حَرجٌ لضلاله، وإن تَنَعَّمَ ظاهره، ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلُص إلى اليقين والهدى، فهو في قلقٍ وحيرة وشك. فلا يزال في ريبة يتردَّد، فهذا من ضَنْكِ المعيشة). وبعض المفسرين ذهب إلى أن المعيشة الضنك في عذاب القبر، وجعلوا هذه الآية أحَد الأدلة على عذاب القبو. قلت: والآية تعمّ في عمومها شقاء الدنيا وحياة البرزخ.
وقوله:{وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}. قال مجاهد:(يحشر أعمى البصر). وقال أبو صالح: ليس له حجة). قال ابن جرير:(والصواب من القول في ذلك ما قال الله تعالى ذكره، وهو أن يحشر أعمى عن الحجة ورؤية الشيء كما أخبر جلّ ثناؤه، فعمّ ولم يخصص)(١).
(١) قلت: وقد يراد أن الكافر يحشر أعمى، ثم يبصر مقعده في جهنم فيكون أعمى في حال المحشر وبصيرًا فيما بعده. والله تعالى أعلم.