في هذه الآيات: استعجالُ المشركين العذاب ولن يخلف الله وعده في الانتقام منهم، وإن مقدار ألف سنة عند خَلْقِه كيوم واحدٍ عنده بالنسبة إلى حكمه. إنه كم من قرية طغى أهلها فكان إنظارهم ثم نزول العذاب بهم وإلى الله المصير. قل -يا محمد- معلنًا للناس أنك نذير مبين، فالمؤمنون لهم مغفرة لذنوبهم وهم في جنات النعيم، والكافرون ليسوا معجزين ولهم عذاب الجحيم.
فقوله:{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ}. أي: استهزاء وكبرًا. والمقصود: طغاة مكة الذين كذبوا النبوة وجحدوا الدار الآخرة.
وفي مسند الإمام أحمد بإسناد قوي عن عقبة بن عامر مرفوعًا: [إذا رأيت الله يعطي
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٢)، كتاب الإيمان. وكذلك (٢٠٥١)، ورواه مسلم. وانظر تفصيل البحث -العلاقة بين الروح والقلب والنفس والعقل- في كتابي: تحصيل السعادتين على منهج الوحيين (١٩٨ - ٢١٢).