قال النقاش:(يقضي بين الأنبياء وبين قومهم). وقيل:(يقضي ويحكمُ بين المؤمنين والكفار، فيجازي كُلًّا بما يستحق). قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: إن ربك يا محمد هو يبينُ جميع خلقه يوم القيامةِ فيما كانوا فيهِ في الدنيا يختلفون من أمور الدين والبعث والثواب والعقاب، وغير ذلك من أسباب دينهم، فيفرق بينهم بقضاء فاصل بإيجابه لأهل الحقّ الجنة، ولأهل الباطل النار).
في هذه الآيات: الخطاب للمشركين المكذبين بالرسل لينظروا في كثرة ما أهلكَ الله من الأمم قبلهم فهم يمشون في بلادهم وأرضهم، وليعتبروا بلطفه تعالى في إيصال الماء إلى الأرض اليابسة فيخرج لهم به الزرع ويسقي أنعامهم. وهم يستعجلون العذاب وهو واقع بهم.
قال قتادة:(عاد وثمود وأنهم إليهم لا يُرجعون). قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: أولم يبين لهم كثرة إهلاكنا القرون الماضية من قبلهم يمشون في بلادهم وأرضهم، كعاد وثمود). والخطاب للمشركين المكذبين بالرسل وما معهم من الوحي.
وقوله:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ}. أي: إن في رحيل أولئك الأقوام عن
(١) حديث صحيح. أخرجه ابن نصر في "السنة" (ص ٩)، وله شاهد عند الطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ٧٦/ ١) من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا به. وشاهد آخر من حديث أبي ثعلبة الخشني عند أبي داود (٤٣٤١)، والترمذي (٢/ ١٧٧). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٤٩٤).