للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (٧٠)} [النساء: ٦٩، ٧٠].

٢ - وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (١٥٢)} [النساء: ١٥٢].

وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنَّ أهل الجَنَّة يتراءَوْنَ أهْلَ الغُرَفِ من فوقهم، كما تتراءَوْن الكوكب الدُّري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لِتَفَاضُلِ ما بينهم. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يَبْلُغُها غَيْرُهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المُرْسَلين] (١).

٧٢ - ٧٣. قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (٧٢) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٣)}.

في هذه الآياتِ: تأكيدُ ثقل الأمانة، وخشيةُ السماوات والأرض والجبال من حملها، وتقدَّم الإنسان لحملها ليرفعه الله بها، ولكنه كان متعثرًا في ذلك ظلومًا لنفسه، جهولًا أغلب أحيانه بقدرها وثوابها. وقد كتب الله العذاب على المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، والمغفرة للمؤمنين والمؤمنات، وكان الله غفورًا رحيمًا.

فإلى تفصيل ذلك من أقوال المفسرين:

١ - عن سعيد بن جبير في قوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} قال: (الأمانة: الفرائض التي افترضها الله على العباد).


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٢٥٦)، كتاب بدء الخلق، وكذلك (٦٥٥٦)، ورواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>