للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غبطته وسروره فليتّهم إيمانه وليبْكِ على موتِ قلبه).

وفي معجم الطبراني بسند حسن عن أبي سعيد الأنصاري رضي اللَّه عنه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له] (١).

وفي صحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [اللَّهُ أَشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحَدِكم كان على راحلته بأرضٍ فلاة، فانفلتَتْ منه، وعَلَيْها طعامُه وشرابُه، فأَيسَ منها، فأتى شجرةً، فاضْطَجَعَ في ظلِّها، قَدْ أَيسَ من راحلتِه، فبَيْنا هو كذلك إذ هُوَ بها، قائمةً عندَهُ، فأخذَ بخِطَامِها، ثم قال من شِدَّةِ الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربُّكَ، أَخْطَأ من شِدَّةِ الفرَح] (٢).

وقوله: {وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}. قال النسفي: (وهو ما دون الشرك، يعفو لمن يشاء بلا توبة). وقال القرطبي: {وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} أي عن الشرك قبل الإسلام). قال ابن كثير: (أي: يقبل التوبة في المستقبل، ويعفو عن السيئات في الماضي).

وقوله: {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}. أي من الخير والشر، من الأقوال والأعمال.

وقوله: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}. قال ابن عباس: (يشفّعهم في إخوانهم). وقال السدي: (يعني يستجيب لهم). أي يستجيب سبحانه الدعاء لأهل الإيمان والعمل الصالح ولأصحابهم وإخوانهم.

وقوله: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}. قال ابن عباس: (يشفّعهم في إخوان إخوانهم). وقيل: يعطيهم ما لم يسألوه. وقيل: يزيدهم على ما سألوه.

وقوله: {وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}. أي: والكافرون في عذاب مؤلم موجع يوم معادهم.

وقوله: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}.

أخرج ابن جرير في "التفسير" والطبراني ورجاله رجال الصحيح عن أبي هانئ قال: سمعت عمرو بن حريث وغيره يقولون: [إنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} ذلك بأنهم قالوا لو أن


(١) حديث حسن. أخرجه الطبراني وأبو نعيم في "الحلية". انظر صحيح الجامع (٦٦٧٩).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٦٣٠٩)، ومسلم (٢٧٤٧)، وأحمد (٣/ ٢١٣)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>