للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا فتمنوا] (١). وفي لفظ الطبراني: (لأنهم تمنوا الدنيا).

وعن قتادة: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} قال: (كان يقال: خير الرزق ما لا يُطغيكَ ولا يُلهيك).

وقوله {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}. قال ابن جرير: (إن اللَّه بما يصلح عباده ويفسدهم من غنى وفقر وسعة وإقتار. . . ذو خبرة وعلم، بصير بتدبيرهم وصرفهم فيما فيه صلاحهم).

وقوله: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا}. قال مجاهد: (يئسوا). والمقصود: وهو سبحانه الذي يكرم عباده بنزول المطر من بعد إياسهم، فينزل عليهم في وقت حاجتهم إليه. والآية كقوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} [الروم: ٤٩].

وقوله: {وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ}. قال السدي: (المطر). وقيل: ظهور الشمس بعد المطر - ذكره المهدوي. وقال قتادة: (ذُكِرَ لنا أن رجلًا أتى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه فقال: يا أمير المؤمنين! قحط المطر وقنط الناس. قال: مُطِرْتُم (وفي رواية: مطروا إذن) ثم قرأ: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ}).

قال النسفي: ({وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} أي بركات الغيث ومنافعه، وما يحصل به من الخصب).

وقوله: {وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}. أي هو المتصرف لخلقه بما فيه اجتماع مصالحهم فيليهم بإحسانه وفضله، {الْحَمِيدُ} أي المحمود بأياديه عندهم ونعمه فيهم وبجميع ما يقدّره ويفعله.

٢٩ - ٣٥. قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (٢٩) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ


(١) حديث صحيح. أخرجه ابن جرير في "التفسير" (٣٠٦٩٧)، ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. ورواه الحاكم وصححه وأشار الذهبي أنه على شرط الشيخين. وانظر: "الصحيح المسند من أسباب النزول" - الوادعي - سورة الشورى - آية (٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>