للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ}. أي: ولم يجدوا من يمنهم من اللَّه وحلول نقمته وصِلِيّ عذابه.

وقوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ}. أي: ومن يخذله اللَّه عن طريق الحق فلا نجاة له.

٤٧ - ٤٨. قوله تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (٤٧) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (٤٨)}.

في هذه الآيات: أمْرُ اللَّه تعالى عباده المسارعة بالاستجابة له قبل مجيء يوم الأهوال فلا ملجأ ولا نصير، وفرحُ الإنسان بالنعمة فإن مسّه الشر فيؤوس كفور.

فقوله: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ}. تحذير بعد تصوير، وأمر بالاستعداد ليوم القيامة بعد ذِكْرِ ما فيه من الأهوال على الكافرين والتعسير. قال ابن كثير: ({مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ}، أي: إذا أمر بكونه فإنه كَلَمْحِ البَصَر يكون، وليس له دافع ولا مانع).

وقوله: {مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ}. وقال مجاهد: ({مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ}: من مَحْرَز). أي: تلجؤون إليه. وعن السدي: ({وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ} يقول: من عزّ تعتزون). وقال مجاهد: (ناصر ينصركم). والمعنى: ما لكم من حِصْن يومئد تتحصّنون فيه، ولا مكان يستركم وتتنكّرون فيه، فتغيبون عن بَصَرِهِ -تبارك وتعالى-. أو ما لكم من قدرة على إنكار شيء مما اقترفتموه ودُوِّنَ في صحائفكم.

وقوله: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}. أي: فإن أعرض هؤلاء المشركون -يا محمد- عن الحق الذي معك فدعهم، فلم نرسلك رقيبًا عليهم تحفظ أعمالهم وتحصيها، بل عليك بلاغ الرسالة.

وقوله {وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ}. أي: فإنا إذا أغنينا الإنسان بسعة وعافية ورخاء ونعمة سُرَّ بالغنى وما أعطيناه من العافية وكثرة المال، وإن أصابتهم فاقة وفقر وضيق عيش أو مرض

<<  <  ج: ص:  >  >>