لمن يشاء إناثًا لا ذكور معهنّ، ويهب لمن يشاء ذكورًا لا إناث معهم).
وقوله:{أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}. قال مجاهد:(يخلط بينهم، يقول: التزويج: أن تلد المرأة غلامًا، ثم تلد جارية، ثم تلد غلامًا، ثم تلد جارية). وقال ابن زيد:(أو يجعل في الواحد ذكرًا وأنثى توأمًا). قال القتبيّ:(التزويج هاهنا هو الجمع بين البنين والبنات، تقول العرب: زوّجت إبلي إذا جمعت بين الكبار والصغار).
وقوله:{وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}. قال قتادة:(لا يولد له). وقال ابن عباس:(يقول: لا يُلقِح). وأصل العقم في لغة العرب القطع، يقال: مُلْك عقيم: أي تقطع فيه الأرحام بالقتل والعقوق خوفًا على الملك. وريح عقيم: أي لا تلقح سحابًا ولا شجرًا. قال الرازي:(ويوم القيامة يومٌ عقيم لأنه لا يومَ بعدَه).
قال البَغَويُّ:({يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا}: ومنهم لوط -عليه السلام- {وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}: كإبراهيم الخليل -عليه السلام- لم يولد له أنثى. {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}: كمحمد -عليه الصلاة والسلام- {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}: كيحيى وعيسى عليهما السلام).
وقوله:{إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}. أي: إنه تعالى {عَلِيمٌ} بما يناسب أحوال عباده في حياتهم أو ابتلائهم، {قَدِيرٌ}: على إحداث هذا التفاوت في طبيعة النسل الذي رزقهم، بل هو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير.
في هذه الآيات: تأكيدُ أمر الوحي للَّه العظيم، وامتنانُه تعالى بالكتاب والإيمان على رسوله الكريم، وإثباتهُ تعالى أمر الهداية له والبلاع لنبيه يدعو العباد إلى الصراط المستقيم.