للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}. قال قتادة: (خصوصًا). والمقصود: ويبقى جمال الدار الآخرة وبهاؤها وروائع بهجتها وزينتها خاصًا بالمتقين لا يحولون عنه ولا يزولون.

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: ١٥ - ١٦].

٢ - وقال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: ١٩].

وفي الصحيحين عن حذيفة قال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [لا تَلْبَسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صِحافها فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة] (١).

وفي جامع الترمذي ومستدرك الحاكم بسند صحيح لغيره عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [لو كانت الدنيا تعدل عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء] (٢).

وفي مسند أحمد بإسناد قوي عن عقبة بن عامر مرفوعًا: [إذا رأيت اللَّه يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}] (٣).

٣٦ - ٤٥. قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٤٢٦) - كتاب الأطعمة، وأخرجه مسلم في الصحيح (٢٠٦٧)، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (٥٣٣٩).
(٢) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في السنن (٢/ ٥٢)، والحاكم (٤/ ٣٠٦). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة -حديث رقم- (٩٤٣).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١٤٥)، وانظر السلسلة الصحيحة (٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>