للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالآباء. إنما هو مؤمنٌ تقيٌّ، أو فاجِرٌ شقيٌّ. الناس كلُّهم بنو آدمَ، وآدمُ خُلِقَ من التراب] (١). وفي لفظ: [مؤمن تقي، وفاجر شقيّ. والناس بنو آدم، وآدم من تراب].

الحديث الرابع: أخرج الترمذي بسند صحيح عن ابن عمر: [أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خطب الناس يوم فتح مكة. فقال: "يا أيها الناس، إن اللَّه قد أذهب عنكم عُبيَّةَ الجاهلية وتعاظُمها بآبائِها، فالناس رجلان: رَجُلٌ بَرٌّ تقيٌّ كريمٌ على اللَّه، وفاجر شقِيٌّ هَيِّنٌ على اللَّه. والناس بنو آدم، وخلق اللَّه آدم من التراب، قال اللَّه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} "] (٢).

وله شاهد عند أبي نعيم في "الحلية" (٣/ ١٠٠) عن جابر قال: [خَطبنا رسول اللَّه في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال: يا أيها الناس! إنَّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمى، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمرَ إلا بالتقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، ألا هل بلّغتُ؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه! قال: فيبلغ الشاهد الغائبَ].

الحديث الخامس: أخرج الترمذي بسند صحيح عن سمرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [الحَسَبُ: المالُ. والكرمُ: التقوى] (٣).

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. أي عليم بشؤون عباده وبأتقاهم وأكرمهم عنده، خبير بأمورهم وجميع مصالحهم، لا تخفى عليه خافية.

١٤ - ١٨. قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٦) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ


(١) حديث حسن. انظر صحيح سنن الترمذي (٣١٠٠) - آخر أبواب وأحاديث الجامع.
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح سنن الترمذي (٢٦٠٨)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٧٠٠).
(٣) حديث صحيح. انظر صحيح سنن الترمذي (٢٦٠٩) - كتاب التفسير - سورة الحجرات - آية (١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>