للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}. أي: خارجين عن طاعة اللَّه، مخالفين أمره ورسوله.

٤٧ - ٥١. قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١)}.

في هذه الآيات: تنبيه اللَّه تعالى عباده لقدرته العجيبة في الخلق لعلهم يتذكرون، فإن المرجع إليه والحساب بين يديه وإنما الرسول نذير مبين، والشرك أعظم الذنوب عند اللَّه لو كانوا يعلمون.

فقوله: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}. قال ابن عباس: (بقوة). أي رفعناها وجعلناها سقفًا محفوظًا بقوة.

وقوله: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}. قال ابن جرير: (-أي-: لذو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرة عليه). وقال ابن زيد: (أوسعها جل جلاله).

وقد قرّر علم الفلك الحديث بأن السماء لازالت في اتساع دائم، سواء في تكوين مدن نجومية جديدة باستمرار، أو في تباعد هذه المدن النجومية باستمرار.

وقوله: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا}. أي: بسطناها وجعلناها فراشًا للمخلوقات ليتمتعوا بها.

وقوله: {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}. أي: فنعم الماهدون نحن لهم. والجمع في اللفظ يفيد التعظيم. والتمهيد: البسط والتسوية والإصلاح.

وقوله: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}. قال ابن كثير: (أي: جميع المخلوقات أزواج: سماءٌ وأرضٌ، وليلٌ ونهارٌ، وشمسٌ وقمرٌ، وبرٌّ وبحرٌ، وضياءٌ وظلامٌ، وإيمانٌ وكفرٌ، وموتٌ وحياةٌ، وشقاءٌ وسعادةٌ، وجنةٌ ونارٌ، حتى الحيوانات والنباتات). وقال القرطبي: ({وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} لتعلموا أنّ خالق الأزواج فرد، فلا يقدّر في صفته حركة ولا سكون، ولا ضياء ولا ظلام، ولا قعود ولا قيام، ولا ابتداء ولا انتهاء، إذ هو عز وجل وتر {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١]).

<<  <  ج: ص:  >  >>