للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الأول: -في شأن الرجال-. أخرج البخاري ومسلم وأحمد والترمذي عن عبادة بن الصامت قال: [كُنَّا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في مَجْلِسٍ فقال: تُبايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا، ولا تَسْرِقوا، ولا تَزْنوا، ولا تقتُلوا أولادكم -قرأ الآية التي أُخِذت على النساء: {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} - فَمَنْ وفى منكم فأجرُه على اللَّه، ومَنْ أصاب من ذلك شيئًا فستره اللَّه عليه فهو إلى اللَّه، إن شاء غَفَر له، وإن شاء عَذَّبه] (١).

الحديث الثاني: -في شأن النساء-. أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: [شهِدْتُ الصلاةَ يوم الفطر مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبي بكر وعُمر وعثمان، فَكُلُّهم يُصَلِّيها قبل الخطبة ثم يخطبُ بعدُ، فنزل نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فكأني أنظرُ إليه حين يُجَلِّسُ الرجالَ بيده، ثم أقبل يَشُقُّهم حتى أتى النساءَ مع بلال فقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ}، حتى فرغ من الآية كلها. ثم قال حين فرغ: أنتُنَّ على ذلك؟ فقالت امرأة واحدةٌ -لم يُجبه غيرُها-: نعم يا رسول اللَّه! قال: فَتَصَدَّقنَ. قال: وبَسطَ بلالٌ ثوبَهُ فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الفَتَخَ (٢) والخواتيمَ في ثوبِ بلال] (٣).

وقوله: {فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. قال القاسمي: (أي فبايعهن على الوفاء بذلك، وسل اللَّه لهن مغفرة ذنوبهن، والعفو عنها، فإنه غفور رحيم لمن تاب منها).

١٣. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (١٣)}.

في هذه الآية: تجديدُ النهي عن موالاة الكافرين، كما ابتدأ ذلك في أول هذه السورة التي هي منهاج كامل للمؤمنين، في قواعد الولاء للمسلمين والبراء من المشركين.


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (١٨)، ومسلم (١٧٠٩)، والترمذي (١٤٣٩)، ورواه أحمد في المسند (٥/ ٣١٤)، وغيرهم.
(٢) الفتخ: جمع فتخة، وهي الخاتم لا فصّ له. وقيل: الفتخ: الخواتيم العظام، أو حلق من فضة لا فصّ فيها.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٨٩٥)، وأخرجه مسلم (٨٨٤) - من حديث ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>