وقوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ}. أي: وما أعلمكَ بيوم الفصل؟ فهو تعجيب آخر وتعظيم لأمر ذلك اليوم.
وقوله تعالى:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}. وعيد أكيد، وتهديد شديد، يحمل في مفهومه ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليهم. قال القرطبي:(أي عذاب وخزي لمن كذّب باللَّه وبرسله وكتبه وبيوم الفصل فهو وعيد. وكرره في هذه السورة عند كل آية لمن كذب؛ لأنه قسمه بينهم على قدر تكذيبهم).
في هذه الآيات: يقول تعالى ذكره: ألم نهلك الكفار من الأمم الماضية من لدن آدم إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- يعني- بالعذاب في الدنيا حين كذبوا رسلهم، ثم نتبعهم الآخرين ممن جاؤوا بعدهم ممن أشبههم في عنادهم وتكذيبهم؟ ! ألم نخلقكم -أيها الناس- من ماء مهين، ثم سوّيناكم فقدرنا فنعم القادرون؟ ! ألم نجعل الأرض تضم الأحياء على ظهرها، والأموات في بطنها، والرواسي فوقها؟ ! ألم نسقكم الماء من ينابيعها وأنهارها؟ ! فويل يومئذ للمكذبين.
فقوله تعالى:{أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ}. قال النسفي:(الأمم الخالية المكذبة).
وقوله تعالى:{ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ}. وعيد لأهل مكة، أي ثم نسلك بأمثالهم من الآخرين المكذبين ما فعلنا بالأولين لما كذبوا الحق وعاندوا الرسل.
وقوله تعالى:{كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ}. قال القاسمي:({كَذَلِكَ} أي مثل ذلكَ الأخذ العظيم {نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} أي بكل من أجرم وطغى وبغى).
وقوله تعالى:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}. قال ابن جرير:(بأخبار اللَّه التي ذكرناها في هذه الآية، الجاحدين قدرته على ما يشاء).