للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأحيائكم). وقال مجاهد: ({كِفَاتًا} تكفت أذاهم وما يخرج منهم، {أَحْيَاءً} تواريه، {وَأَمْوَاتًا} يدفنون: تكفتهم).

وقال الحارث: (يغيبون فيها ما أرادوا).

وقوله: {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ}. قال قتادة: (يعني الجبال).

وقال ابن عباس: (يقول: جبالًا مشرفات). والمقصود: أرسى اللَّه تعالى الأرض بالجبال لئلا تميد وتضطرب. فهو امتنان منه سبحانهُ على عباده في معرض ذكر النعم الكبيرة المنسية.

وقوله: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا}. قال ابن عباس: (يقول: عذبًا). أي من السحاب أو العيون.

وقوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}. أي: بهذا السيل العظيم من النِّعم.

٢٩ - ٤٠. قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٩) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (٣٠) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (٣١) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (٣٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٤) هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (٣٥) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (٣٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٧) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٠)}.

في هذه الآيات: توجيه الكفار يوم القيامة إلى نار العذاب، فقد استحقوا بجرائمهم وكفرهم وصدهم عن سبيل اللَّه أشد العقاب.

فقوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذبين بهذه النِّعم، والحجج التي احتجَّ بها عليهم يوم القيامة: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} في الدنيا {تُكَذِّبوُنَ} من عذاب اللَّه لأهل الكفر به).

وقوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ}. المراد لهب النار إذا ارتفعَ وصعد معه دخان فمن شدته وقوته أن له ثلاث شعب. قال مجاهد: (قوله {إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} قال: دخان جهنم). وقال قتادة: (هو كقوله: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: ٢٩]. قال: والسرادق: دخان النار، فأحاط بهم سرادقها، ثم تفرق، فكان ثلاث شعب،

<<  <  ج: ص:  >  >>