لأحيائكم). وقال مجاهد:({كِفَاتًا} تكفت أذاهم وما يخرج منهم، {أَحْيَاءً} تواريه، {وَأَمْوَاتًا} يدفنون: تكفتهم).
وقال الحارث:(يغيبون فيها ما أرادوا).
وقوله:{وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ}. قال قتادة:(يعني الجبال).
وقال ابن عباس:(يقول: جبالًا مشرفات). والمقصود: أرسى اللَّه تعالى الأرض بالجبال لئلا تميد وتضطرب. فهو امتنان منه سبحانهُ على عباده في معرض ذكر النعم الكبيرة المنسية.
وقوله:{وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا}. قال ابن عباس:(يقول: عذبًا). أي من السحاب أو العيون.
وقوله تعالى:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}. أي: بهذا السيل العظيم من النِّعم.
في هذه الآيات: توجيه الكفار يوم القيامة إلى نار العذاب، فقد استحقوا بجرائمهم وكفرهم وصدهم عن سبيل اللَّه أشد العقاب.
فقوله تعالى:{انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}. قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذبين بهذه النِّعم، والحجج التي احتجَّ بها عليهم يوم القيامة:{انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} في الدنيا {تُكَذِّبوُنَ} من عذاب اللَّه لأهل الكفر به).
وقوله تعالى:{انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ}. المراد لهب النار إذا ارتفعَ وصعد معه دخان فمن شدته وقوته أن له ثلاث شعب. قال مجاهد:(قوله {إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} قال: دخان جهنم). وقال قتادة: (هو كقوله: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}[الكهف: ٢٩]. قال: والسرادق: دخان النار، فأحاط بهم سرادقها، ثم تفرق، فكان ثلاث شعب،