أخرج الترمذي والنسائي موقوفًا على ابن مسعود قال: [إن للشيطان لَمَّةً بابن آدم، وللملَكِ لَمة، فأما لمّة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق. وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان. ثم قرأ:{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} الآية] (١).
وعن عكرمة عن ابن عباس، قال: [اثنان من الله، واثنان من الشيطان:{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}، يقول: لا تنفق مالك وأمسكهُ عليك، فإنك تحتاج إليه، {وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}. {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا}، على هذه المعاصي، {وَفَضْلًا} في الرزق).
وقال قتادة:(يقول مغفرة لفحشائكم، وفضلًا لفقركم).
وقوله:{وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
أي: واسع الفضل الذي يعدكم، وخزائنه لا تنفد، عليم: بصدقاتكم ونفقاتكم يحصيها عليكم مع أعمالكم.
وقوله:{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ}.
فيه أقوال:
١ - قال ابن عباس: (يعني: المعرفة بالقرآن، ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه،
(١) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في السنن -حديث رقم- (٢٩٨٨)، والنسائي في "الكبرى" (١١٠٥١)، والطبري في التفسير (٦١٦٩)، وهو لا شك في حكم المرفوع، وإن كان الوقف إسناده أصح من الرفع، ورواه ابن حبان وغيره.