في هذه الآيات: أَمْرٌ مِنَ الله بالكفر بمناهج الطاغوت واقتراحات الشياطين، وتحكيم شرع الله الحكيم، وفضح لسبل المنافقين والمُبْطلين والمعاندين، وكَشْفٌ لِما في قلوبهم من الزيغ والهوى وما في ألسنتهم من الافتراء والكذب والحلف الباطل.
يروي الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، عن عكرمة عن ابن عباس قال: [كان أبو بَرْزَةَ الأسلمي كاهنًا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه، فتنافر إليه ناس من المسلمين، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} -إلى قوله- {إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}] (١).
ثم إن الآية عامة في كل من عدل عن الكتاب والسنة ورضي التحاكم إلى منهج من مناهج أهل الدنيا، وهو المراد بالطاغوت في تعريفه العام: كل منهج يخالف منهج الله
(١) حديث صحيح. أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. انظر: الصحيح المسند من أسباب النزول -سورة النساء- آية (٦٠).