للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {ذَلِكَ خَيْرٌ}. أي: التحاكم إلى المنهاج الأحكم والأمثل: كتاب الله وسنة نبيه.

وقوله: {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}. قال مجاهد: (أحسن جزاءً). وقال قتادة: (أحسن ثوابًا وخيرٌ عاقبة). وقال ابن زيد: (وأحسن عاقبة. والتأويل: التصديق).

٦٠ - ٦٣. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (٦٠) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (٦١) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (٦٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (٦٣)}.

في هذه الآيات: أَمْرٌ مِنَ الله بالكفر بمناهج الطاغوت واقتراحات الشياطين، وتحكيم شرع الله الحكيم، وفضح لسبل المنافقين والمُبْطلين والمعاندين، وكَشْفٌ لِما في قلوبهم من الزيغ والهوى وما في ألسنتهم من الافتراء والكذب والحلف الباطل.

يروي الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، عن عكرمة عن ابن عباس قال: [كان أبو بَرْزَةَ الأسلمي كاهنًا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه، فتنافر إليه ناس من المسلمين، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} -إلى قوله- {إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}] (١).

ثم إن الآية عامة في كل من عدل عن الكتاب والسنة ورضي التحاكم إلى منهج من مناهج أهل الدنيا، وهو المراد بالطاغوت في تعريفه العام: كل منهج يخالف منهج الله


(١) حديث صحيح. أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. انظر: الصحيح المسند من أسباب النزول -سورة النساء- آية (٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>