للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن كثير: (أي: فليس لكم أن تقتلوهم ما دامت حالهم كذلك، وهؤلاء كالجماعة الذين خرجوا يوم بدر من بني هاشم مع المشركين فحضروا القتال وهم كارهون كالعباس ونحوه، ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ عن قتل العباس وأمر بأسره).

وقوله: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ}.

هؤلاء منافقون أظهروا الإِسلام حقنًا لدمائهم وأموالهم وذراريهم، وهم يصانعون الكفار في الباطن فيعبدون معهم ما يعبدون. قال تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالوا إِنَّا مَعَكُمْ}.

وقوله: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا}. قال قتادة: (كما عرض لهم بلاءً، هلكوا فيه). والفتنة في كلام العرب: الاختبار، والإركاس: الرجوع. والمقصود كما دعاهم قومهم إلى الماضي المشترك المليء بالوثنية والشرك وتعظيم الآبائية في منهجها الجاهلي، ارتدوا فصاروا مشركين مثلهم. قال مجاهد في هذه الآية: (ناس كانوا يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسلمون رياء، ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون في الأوثان، يبتغون بذلك أن يأمنوا ها هنا وها هنا. فأمر بقتالهم إن لم يعتزلوا ويُصلحوا) ذكره ابن جرير.

وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}. قال الربيع: (الصلح).

والمقصود أن هؤلاء لا بد أن يستسلموا وينقادوا إلى الحق وإلى طريق المؤمنين.

وقوله: {وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ}. أي عن قتالكم، فيصالحوكم ويعطوكم المقاد.

وقوله؛ {فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}. يعني: خذوهم أين أصبتموهم فاقتلوهم إن لم يفعلوا ما أمروا به. {وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا}. قال السدي: (أما السلطان المبين فهو الحجة). وقال عكرمة: (ما كان في القرآن من "سلطان"، فهو الحجة).

٩٢ - ٩٣. قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>