للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السمرقندي: (فإن قيل: ما معنى تخصيص يوم الدين؟ وهو مالك يوم الدين وغيره، قيل له: لأن في الدنيا، كانوا منازعين له في الملك، مثل فرعون ونمرود وغيرهما. وفي ذلك اليوم لا ينازعه أحد في ملكه، وكلهم خضعوا له). (١)

ويشهد لصحة هذا المعنى المستنبط آيات كثيرة منها: قوله تعالى {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: ١٦]، وقوله تعالى {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} [الفرقان: ٢٦]، وقال: {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: ١٩].

وتؤيده قراءة من قرأ (ملك) بدون ألف (٢)، كما أشار إليه الطبري، وأبو السعود (٣). (٤)

وذكر بعض المفسرين أن فائدة تخصيص ملك يوم الدين هنا هو: تعظيم شأن ذلك اليوم فهو عظيم في جمعه وحوادثه، حكاه ابن عطية (٥)، وغيره. (٦)


(١) تفسير القرآن للسمرقندي (١/ ١٧)
(٢) وهي قراءة نافع وابن كثير وحمزة وأبو عمرو بن العلاء وابن عامر: (ملك) بغير الألف، وقرأ عاصم والكسائي بالألف. فأما من قرأ بالألف قال: لأن المالك أبلغ في الوصف، لأنه يقال: مالك الدار، ومالك الدابة، ولا يقال ملك: إلا لملك من الملوك. ينظر: تفسير القرآن للسمرقندي (١/ ١٧)، وينظر: الحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي (١/ ٧).
(٣) هو: محمد بن مصطفى العمادي الحنفي، الإمام العلاّمة، تولى القضاء، واشتغل في التدريس والفتيا، وصنف التفسير المعروف بـ (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم)، توفي سنة ٩٨٢ هـ.
ينظر: شذرات الذهب (٨/ ٤٦٧)، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص ٣٩٨.
(٤) ينظر: جامع البيان للطبري (١/ ٩٥)، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود (١/ ١٤)
(٥) هو: عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمن بن عطية، أبو محمد الغرناطي القاضي، فقيه عالم بالتفسير والأحكام والحديث والنحو واللغة والأدب، ألف كتابه (الوجيز في التفسير)، فأحسن فيه وأبدع، توفي سنة ٥٤١ هـ، وقيل: ٥٤٦ هـ. ينظر: طبقات المفسرين للسيوطي ص ٦٠، وطبقات المفسرين للداودي ص ١٨٥.
(٦) ينظر: المحرر الوجيز (١/ ٦٩)، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود (١/ ١٥)، ومحاسن التأويل للقاسمي (١/ ٢٤٨).

<<  <   >  >>