كما أن الخطيب تغلِب عليه علوم العربية وقد بدا أثر ذلك واضحاً في تفسيره، كما يُعدُّ موسوعة في الفقه، جمع كثيراً من الأقوال والمذاهب الفقهية، ولاغرو فالخطيب - رحمه الله - مُفسِّر فقيهٌ نحْوي.
وفي الجملة فالكتاب غزير العلم جمُّ الفوائد، يجمع بين التفسير بالدراية والرواية، إلا أنه غلَب عليه جانب الرأي، كما يظهر ذلك للناظر فيه.
[منهجه في التفسير]
نهج الخطيب - رحمه الله - في تفسيره منهجاً وسطاً بين الإطناب والإيجاز، اعتنى فيه بكل ما يتعلق بعلوم القرآن الكريم، وتركزت عنايته فيه على ما يأتي:
١ - عنايته بالأسلوب الموضوعي في التفسير حيث بدا ذلك واضحاً في تفسيره.
٢ - تفسيره للبسملة في كل سورة بنمط جديد يتناسب مع موضوع السورة ومقاصدها وأهدافها حسبما يتراءى له.
٣ - منهجه في بيان أسماء السور، حيث ذكر أسماء أُخَر لتسعة عشر سورة، منها ما يذكر أسمائها الأخرى دون تعليق عليها، ومنها ما يلتمِس الحكمة من تسميتها بهذه الأسماء، أما باقي سور القرآن الكريم فقد وقف عند أسمائها المذكورة في المصحف.
٤ - إطالته في ذكر أسباب النزول معزوةً في الغالب إلى قائليها، وأحياناً لا يعزوها.
٥ - يُورد أقوال العلماء في الأحرف المقطعة في أوائل السور دون ترجيح قول على آخر، أو بيان رأيه فيها، رغم أنه أورد مسائل متعلقة بهذه الأحرف ثم بيّن رأيه فيها.
٦ - اهتمامه الملحوظ بذكر المناسبات بين السور والآيات.