للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة البينة]

وجوب النية في العبادات.

قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥].

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (قوله تعالى: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} فيه دليل على وجوب النية في العبادات؛ لأنّ الإخلاص من عمل القلب، وهو أن يراد به وجه الله تعالى لا غيره، ومن ذلك قوله: {إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (الزمر: ١١)). (١)

وجه الاستنباط:

أن الإخلاص لا يكون بدون نية، فجعل الإخلاص وهو النية شرطاً في صحة العبادة.

الدراسة:

استنبط الخطيب - رحمه الله -من الآية دلالتها باللازم على وجوب النية في العبادات لأن الإخلاص لا يكون بدونها (٢)، فالإخلاص من عمل القلب، وهو عبارة عن النية الخالصة، وتجريدها عن شوائب الرياء، وهو الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره.

وعليه ففي الآية تنبيه على ما يجب من تحصيل الإخلاص من ابتداء الفعل إلى انتهائه، فقد دلَّت على أن كل مأمور به فلا بد وأن يكون منوياً، ولا بد من اعتبار النية في جميع المأمورات. (٣)


(١) السراج المنير (٤/ ٦٦٠)
(٢) ينظر: الإكليل في استنباط التنزيل (١/ ٢٩٥)
(٣) ينظر: لباب التأويل (٤/ ٤٥٥)، والتفسير الكبير (٣٢/ ٢٤٢).

<<  <   >  >>