للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: الاستنباط من نص غير ظاهر المعنى.]

والاستنباط هنا يتوقف على الرجوع للتفسير؛ لأن النص فيه غير ظاهر المعنى، فعلى المُستنبِط معرفة معنى الآية وتفسيرها الصحيح أولاً قبل الاستنباط منها.

قال القرطبي (١): (فمن لم يُحكِم ظاهر التفسير وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كثُر غلطُه، ودخل في زمرة من فسَّر القرآن بالرأي، والنقلُ والسماع لا بُدَّ له منه في ظاهر التفسير أولاً، ليتَّقِي به مواضع الغلط، ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط، .. ولا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر). (٢)

وقد يكون الاستنباط في هذا القسم صحيحاً أو غير صحيح، وذلك يعود إلى الخلاف في التفسير الذي ينبني عليه بطلان الاستنباط فيما لو ترجّح أحد المعنيين على الآخر، أو على غيره من المعاني.

ومن أمثلة الاستنباط من نص غير ظاهر المعنى:

- عند قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [القصص: ١٠]


(١) هو: أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي المالكي، مصنف التفسير المشهور، إمام متفنن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة تدل على إمامته وكثرة اطلاعه، توفي سنة ٦٧١ هـ. ينظر: طبقات المفسرين للداودي ص ٣٤٧، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص ٢٤٦.
(٢) الجامع لأحكام القرآن (١/ ٣٤).

<<  <   >  >>