للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مناسبة تكرار المفعول (إياك) للحصر.

قال الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (فإن قيل: لم كرر ضمير إياك؟ أجيب: بأنه كرر للتنصيص على أنه المستعان به لا غيره). (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على مناسبة تكرار لفظ (إياك) وهي إفادة الحصر، وذلك بحصر الاستعانة له سبحانه لا غير، لأنه لو اقتصر تعالى على ضمير واحد لأوهم ذلك أن العبادة له تعالى والاستعانة لغيره، والتكرار أسلوب من أساليب التفخيم المعروفة في كلام العرب. (٢)

قال القرطبي: (وكرر الاسم لئلا يتوهم إياك نعبد ونستعين غيرك). (٣)

وقال ابن كثير: (قدم المفعول وهو {إِيَّاكَ}، وكرر؛ للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نتوكل إلا عليك، وهذا هو كمال الطاعة). (٤)

وممن استنبط هذه الدلالة من الآية موافقاً الخطيب: السمعاني، والقرطبي، والبيضاوي، وأبو حيان، وابن كثير، وحقي، وغيرهم. (٥)


(١) السراج المنير (١/ ١٠)
(٢) ينظر: أسرار التكرار من القرآن للكرماني (١/ ٢٠)
(٣) الجامع لأحكام القرآن (١/ ١٤٦)
(٤) تفسير القرآن العظيم (١/ ١٣٤)
(٥) ينظر: تفسير السمعاني (١/ ٣٧)، والجامع لأحكام القرآن (١/ ١٤٦)، وأنوار التنزيل (١/ ٢٩)، والبحر المحيط (١/ ١١)، وتفسير القرآن العظيم (١/ ١٣٤)، وروح البيان (١/ ١٠).

<<  <   >  >>