للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدلالة الثالثة:

الكتابي لا يدخل الجنة ما لم يسلم.

وجه الاستنباط:

أنه تعالى إنما وعدهم الغفران بشرط الإيمان والتقوى، ودليل الخطاب (١) يقتضي أنه لا يغفر لمن لم يؤمن ويتق منهم. (٢)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية بدلالة مفهوم المخالفة أن الكتابي لا يدخل الجنة ما لم يسلم، لأنه تعالى وعدهم الغفران بشرط الإيمان والتقوى فدلّ بمفهومه على أن من افتقد هذين الشرطين فليس بمؤمن. فمن أدرك بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب ولم يُصدّق به فإنه يعتبر كافراً، ولايقبل منه غير الإسلام، كما أخبر تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: ٨٥]

وممن وافق الخطيب في استنباط هذه الدلالة من الآية: القشيري، والبيضاوي، والقاسمي، وغيرهم. (٣)

وقد جاء النص القاطع بأن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، أو أشركوا مع الله غيره، أو جحدوا نبوة نبي من الأنبياء أنهم كفرة، ولا يدفع عنهم الكفر إيمانهم أو التزامهم بكتابهم، فلو آمنوا حقاً بالنبي والكتاب لآمنوا بجميع


(١) دليل الخطاب هو مفهوم المخالفة وقد تقدم بيانه.
(٢) ينظر: لطائف الإشارات للقشيري ١/ ٤٣٧.
(٣) ينظر: لطائف الإشارات للقشيري ١/ ٤٣٧، وأنوار التنزيل ٢/ ١٣٥، ومحاسن التأويل ٤/ ١٨٩.

<<  <   >  >>