(٢) أثبت الخطيب هذه الصفة لكن على منهج الأشاعرة، فالكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدى قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء، وتبع الرازي هنا في طعناته على مذهب السلف كما يظهر جلياً في هذه الصفة. فعند تفسيره لقوله تعالى {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: ١٤٣] قال: "وذهب بعض الحنابلة والحشوية إلى أنّ كلام الله تعالى حروف وأصوات متقطعة وأنه قديم، قال الإمام الرازي: وهذا القول أخس من أن يلتفت إليه العقل، والذي عليه أكثر أهل السنة والجماعة - يعني الأشاعرة- أنّ كلام الله تعالى صفة مغايرة لهذه الحروف والأصوات، وأنّ موسى سمع تلك الصفة الحقيقية الأزلية، قالوا: كما أنه لا يبعد رؤية ذاته مع أنّ ذاته ليست جسماً ولا عرضاً، كذلك لا يبعد سماع كلامه مع أنّ كلامه لا يكون حرفاً ولا صوتاً." السراج المنير (١/ ٥١٢)، وينظر: المفسرون بين التأويل والإثبات للمغراوي ص ١٢٢٢. (٣) ينظر على سبيل المثال: إثباته لصفة العلم في السراج المنير (١/ ١١٤). (٤) قال عند قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: ٨٨]: " ثم علل وحدانيته بقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} أي: ذاته؛ فإنّ الوجه يعبر به عن الذات، قال أبو العالية: إلا ما أريد به وجهه، وقيل: إلا ملكه". السراج المنير (٣/ ١٢٣). (٥) قال عند قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: ١٤] أي: السفينة {بِأَعْيُنِنَا} أي: محفوظة من أنْ تدخل بحر الظلمات، أو يأتي عليها غير ذلك من الآفات بحفظنا على مالنا من العظمة حفظ من ينظر الشيء بأعين كثيرة ولا يغيب عنه أصلاً.) السراج المنير (٤/ ١٤٦)، وعند قوله تعالى {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: ٤٨]، قال: " أي: بمرأى منا نراك ونحفظك". السراج المنير (٤/ ١٢٠). (٦) قال عند تفسير قوله تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: ١]: «(الذي بيده) أي: بقدرته وتصرفه لا بقدرة غيره.» السراج المنير (٤/ ٣٣٦). (٧) قال عند تفسير قوله تعالى {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: ٢٥٥]: "وهو العليّ أي: الرفيع فوق خلقه، المتعالي عن الأشباه والأنداد." السراج المنير (١/ ١٦٩).