للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنيسابوري، وحقي، والقاسمي، والسعدي، وابن عاشور، والمراغي (١)، وغيرهم. (٢)

قال ابن عاشور: (فإذا حصل التعارض والتدافع بين ما أراده الله من المؤمنين وبين ما تجُرّ إليه تلك العلائق وجب على المؤمن دحضها وإرضاء ربه). (٣)

والمقرر في الأصول أنه إذا تعارضت مصلحتان وازدحتما بحيث لم يمكن الجمع بينهما وكان لا بد من ترك واحدة منهما للإتيان بالأخرى؛ فالمتعين فعل ما مصلحته أرجح وترك ما مصلحته أقل. (٤)

ولا أعظم من مصالح الدين لأن المقصود إنما هو العبادة، فيقدم ما هو الأهم في نظر الشرع.

قال الشاطبي: (المصالح الدينية مقدمة على المصالح الدنيوية على الإطلاق) (٥)، وبهذا يظهر صحة هذه الدلالة على ما استنبطه الخطيب، والله تعالى أعلم.


(١) محمد مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي، عالم أزهري مفسر، فقيه، وقاض شرعي مصري، شغل منصب شيخ الأزهر، وكان أحد أهم أعلام مصرفي وقته، كان على قدر من العلم والثقافة، حفظ القرآن، توفي سنة ١٣٦٤ هـ. ينظر: معجم المؤلفين (١٢/ ٣٤)
(٢) ينظر: التفسير الكبير (١٦/ ١٧)، والجامع لأحكام القرآن (٨/ ٩٥)، ولباب التأويل (٢/ ٣٤٤)، وتفسير القرآن الكريم لابن القيم (١/ ٩٤) والبحر المحيط (٥/ ٣٩١)، واللباب في علوم الكتاب (١٠/ ٥٥)، وغرائب القرآن (٣/ ٤٤٦)، وروح البيان (٣/ ٤٠٣)، ومحاسن التأويل (٥/ ٣٦٧)، وتيسير الكريم الرحمن (١/ ٣٣٢)، والتحرير والتنوير (١٠/ ١٥٢)، وتفسير المراغي (١٠/ ٨٢)
(٣) التحرير والتنوير (١٠/ ١٥٢)
(٤) وذلك بالنظر في قيمة المصلحة وترتيبها: وأعلى المقاصد هو حفظ الدين، ثم النفس، ثم العقل، ثم النسل، ثم المال وهي المصالح الضرورية التي تعرف بالكليات الخمس، كما رتبها أهل التحقيق.
ينظر: المستصفى للغزالي ١/ ٤١٧، وشفاء الغليل للغزالي ص ١٦٩، والمحصول للرازي ٥/ ١٥٩، والإبهاج للسبكي ٣/ ٥٥.، والموافقات للشاطبي (٢/ ٢٢)
(٥) الموافقات (٣/ ٩٤)، وينظر: قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبد السلام (١/ ٩١)، وعلم المقاصد الشرعية للخادمي (١/ ٤٣)

<<  <   >  >>