للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة» (١)، ومنها ما روي عن زيد بن خالد (٢) أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في سبيل الله فقد غزا» (٣)). (٤)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية بدلالة مفهوم الموافقة فضل الجهاد في سبيل الله والإنفاق فيه، حيث نصَّ تعالى في هذه الآية على أنهم لا ينفقون نفقة، والمقصود بها هنا النفقة في الجهاد، سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، قليلة أو كثيرة، بل حتى ولا يقطعون وادياً من الأودية مقبلين إلى العدو، أو مدبرين إلا كتب لهم ثوابها؛ ليجزيهم الله بأعمالهم، وأحسن منها، لأنه تعالى يعطي بالحسنة الواحدة عشرة حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى ما لا يدرك حسابه. (٥)

وهذا يدل على فضيلة الجهاد، والنفقة فيه سبيل الله، ويدل له ماجاء في القرآن في آيات كثيرة في الحض على الجهاد ويبان فضله، كما أخبر سبحانه في سورة


(١) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الصدقة في سبيل الله وتضعيفها برقم (١٣٢)، (٣/ ١٥٠٥).
(٢) هو زيد بن خالد الجهني يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو زرعة، أو أبو طلحة. سكن المدينة، وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه لواء جهينة يوم الفتح. توفي سنة ٧٨ هـ. ينظر: أسد الغابة (٢/ ٣٥٥)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/ ٤١٠).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب فضل من جهز غازياً أو خلفه بخير، برقم (٢٨٤٣)، (٤/ ٢٧).
(٤) السراج المنير (١/ ٦٥٦).
(٥) تفسير السمرقندي (٢/ ٩٧)

<<  <   >  >>