للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعلّم لهذا الغرض كان على المنهج القويم، ومن عَدَل عنه وطلب الدنيا بالدين فقد ضل سعيُه في الحياة الدنيا وخاب وخسِر. (١)

وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: الزمخشري، والرازي، والبيضاوي، والنسفي، والخازن، والنيسابوري، والبقاعي، وأبو السعود، وحقي، ومحمد رشيد رضا، وغيرهم. (٢)

قال الزمخشري: ({وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ} أي وليجعلوا غرضهم ومرمى همّتهم في التفقه: إنذار قومهم وإرشادهم والنصيحة لهم، لا ما ينتحيه بعض الفقهاء من الأغراض الخسيسة ويؤمونها من المقاصد الركيكة، من التصدر والترؤس والتبسط في البلاد، والتّشبه بالظلمة في ملابسهم، ومراكبهم، ومنافسة بعضهم بعضاً، وفُشوّ داء الضرائر بينهم، وانقلاب حماليق (٣) أحدهم إذا لمح ببصره مدرسة لآخر، أو شِرذمة جثوا بين يديه، وتهالُكَه على أن يكون موطأ العقِب دون الناس كلّهم، فما أبعد هؤلاء من قوله عز وجل: {لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا}) (٤).


(١) ينظر: التفسير الكبير للرازي (١٦/ ١٧٢)
(٢) ينظر: الكشاف (٢/ ٣٢٣)، والتفسير الكبير (١٦/ ١٧٢)، وأنوار التنزيل (٣/ ١٠٢)، ومدارك التنزيل (١/ ٧١٧)، ولباب التأويل (٢/ ٤٢٢)، وغرائب القرآن (٣/ ٥٤٨)، ونظم الدرر للبقاعي (٩/ ٤٨)، وإرشاد العقل السليم (٤/ ١١٢)، وروح البيان (٣/ ٥٣٥)، وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا (١١/ ٦٣)
(٣) الحماليق هي: بياض العين أجمع ما خلا السواد، واحدها حملاق. وقال أبو عبيدة: عين محملقة وهي التي حول مقلتها بياض لم يخالط السواد. قال: والحملاق ما ولي المقلة من جلد الجفن. وحملق الرجل: إذا انقلب حملاق عينه من الفزع، ينظر: جمهرة اللغة للأزدي (٢/ ١١٤٣)، وتهذيب اللغة للأزهري (٥/ ١٩٦).
(٤) الكشاف (٢/ ٣٢٣).

<<  <   >  >>