للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عند تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ} [البقرة: ١٠٢]: «{وَمَا هُمْ} أي: السحرة {بِضَارِّينَ بِهِ} أي: السحر {مِنْ أَحَدٍ} أي: أحداً، ومِن: صلة {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} أي: إرادته؛ لأنّ الأسباب غير مؤثرة بالذات بل بإرادته تعالى». (١)

وقال عند قوله تعالى {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} [البقرة: ٢٠]: (وفائدة هذه الجملة الشرطية إبداء المانع لذهاب سمعهم وأبصارهم مع قيام ما يقتضيه، وهو أنه تعالى أمهل المنافقين فيما هم فيه؛ ليتمادوا في الغيّ والفساد ليكون عذابهم أشدّ، وللتنبيه على أنّ تأثير الأسباب في مسبباتها مشروط بمشيئة الله تعالى، وأنّ وجودها مرتبط بأسبابها واقع بقدرته تعالى.) (٢)

وفي أفعال المخلوقات: قال كما قالت الأشعرية: إن العبد فاعل لفعله مجازاً وليس حقيقة، وأن فعل العبد فعل لله لا للعبد؛ لأنهم مع سائر أهل السنة المثبتين للقدر يقولون أن الله تعالى خالق أفعال العباد، وهم يقولون أن الله فاعل فعل العبد، ففعل الله هو مفعوله، والخلق هو المخلوق. (٣)

وأكثر الكلام حول مسألة خلق الله أفعال العباد، واستنباطها من الآيات ذات الدلالة، حتى تكاد تكون أكثر المسائل العقدية التي تعرّض لها في تفسيره.


(١) السراج المنير (١/ ٨٣).
(٢) السراج المنير (١/ ٣٧).
(٣) ينظر: الصفدية لابن تيمية (١/ ١٥٢)، وينظر الرد عليهم في: الفتاوى الكبرى (٦/ ٦٤١)، ومنهاج السنة النبوية (٣/ ١٤)، ومفتاح دار السعادة لابن القيم (٢/ ٢٤٣)، ورفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر لمرعي المقدسي (١/ ٤٠)، ولوامع الأنوار البهية للسفاريني (١/ ٣١٢).

<<  <   >  >>