للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: مفعول اعملوا محذوف، أي اعملوا الطاعات، وواظبوا عليها شكراً لربكم على ما أنعم به عليكم (١)، فالواجب الذي ينبغي أن يُكثر منه هو العمل الصالح الذي يكون شكراً، وعليه ففي الآية إشارة إلى عدم المبالغة في الالتفات إلى هذه الأمور، وقلة الاشتغال بها كما في قوله: {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} [سبأ: ١١]، أي اجعله بقدر الحاجة. (٢)

قال أبو حيان: قال سبحانه عقب {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وعقب ما يعمله الجن: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}، إشارة إلى أن الإنسان لا يستغرق في الدنيا ولا يلتفت إلى زخارفها، وأنه يجب أن يعمل صالحاً. (٣)

وممن استنبط هذه الإشارة من الآية: الرازي، وأبو حيان وغيرهما. (٤)

فدلَّ تكرار الأمر بالعمل الصالح عقب العمل الدنيوي على ضرورته، وأنه الأصل الذي بنبغي أن يُسعى إليه ويُجتهد في تحصيله؛ لأنه هو المنجاة والطريق الموصل إلى سعادة الدنيا والآخرة، وهذه إشارة حسنة، من لطائف الإشارات عند الخطيب، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: البحر المحيط (٨/ ٥٢٩)
(٢) ينظر: التفسير الكبير للرازي (٢٥/ ١٩٩)
(٣) البحر المحيط (٨/ ٥٢٩)
(٤) ينظر: المرجعين السابقين.

<<  <   >  >>