للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الاستنباط باطل غير صحيح، وما عليه أهل السنة والجماعة أن العمل من الإيمان، وأدلتهم في هذا الباب كثيرة - كما تقدم- (١). (٢)

قال شيخ الإسلام: أما قولهم: إن الله فرق بين الإيمان والعمل في مواضع فهذا صحيح، وقد بينَّا أن الإيمان إذا أُطلق أُدخل الله ورسوله في الأعمال المأمور بها، وقد يُقرن به الأعمال ... ، وذلك لأن أصل الإيمان هو ما في القلب، والأعمال الظاهرة لازمة لذلك، لا يتصور وجود القلب الواجب، مع عدم جميع أعمال الجوارح، بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقصِ الإيمان الذي في القلب، فصار الإيمان متناولاً للملزوم واللازم، وإن كان أصله ما في القلب، وحيث عطفت عليه الأعمال فإنه أريد أنه لا يكتفي بإيمان القلب بل لا بد معه من الأعمال الصالحة) (٣)، والله تعالى أعلم.


(١) تقدم الكلام عنها في استنباطات سورة البقرة، ينظر الاستنباط رقم: (٨).
(٢) ينظر مذهب أهل السنة والجماعة وأدلتهم في: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ١/ ٣٧٣ ومابعدها.
(٣) الإيمان ص ١٨٦، وينظر: مجموع الفتاوى (٧/ ١٩٨)، وشرح العقيدة الطحاوية (١/ ٣٨٧)، وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (٣/ ١٣٦٩).

<<  <   >  >>