للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الخطيب - رحمه الله -: (في هذه الآية دلالة على أنّ من قصد طاعة الله تعالى كان قيامه وقعوده، ومشيه وحركته، وسكونه، كلها حسنات مكتوبة عند الله تعالى، وكذا القول في طرف المعصية، فإنّ حركته فيها كلها سيئآت، فما أعظم بركة الطاعة وما أكبر ذل المعصية إلا أن يغفرها الله تعالى). (١)

- وعند قوله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت ٢٣]

قال الخطيب - رحمه الله -: ({أَرْدَاكُمْ} أي: أهلككم، وفي هذا تنبيه على أن مِن حق المؤمن أن لا يذهب عنه ولا يزول عن ذهنه أن عليه من الله تعالى عيناً كالئة، ورقيباً مهيمناً، حتى يكون في أوقاته وخلواته من ربه أهيب وأحسن احتشاماً، وأوفر تحفُظاً، وتصوراً منه مع الملأ، ولا يتبسَّط في سره، مراقبةً من التشبه بهؤلاء الظانين). (٢)

هذا ما تيسر الإشارة إليه من هذه الموضوعات، وهناك بعض الاستنباطات العامة التي لا تندرج تحت الأقسام الآنفة الذكر، وهذا النوع كثير عند الخطيب (٣).


(١) السراج المنير (١/ ٧٤٧)
(٢) المرجع السابق (٣/ ٥٨٦)
(٣) في التأريخ والسير، والجغرافيا في الكلام عن طبيعة الأرض، وغيرها. ينظر على سبيل المثال: السراج المنير (٢/ ٥٢١)، (٢/ ٥٨٥)، (٣/ ١٣٢)، (٣/ ١٤٤)، (٤/ ٥٤٣).

<<  <   >  >>