للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني:

دلالات وطرق الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره.

المقصود بالدلالة في هذا المبحث هو: كون الشيء بحالة يلزم من العِلم به، العِلم بشيء آخر. (١)

أما طريق الاستنباط فهو أعم من الدلالة إذ يشمل الدلالة كما يشمل غيرها من قواعد الاستنباط وأوجهه المختلفة.

والذي يعنينا في مقام الاستنباط من القرآن هو الدلالات الخفية، كما تقدَّم في تعريف الاستنباط.

ولا تخفى أهمية معرفة الطرق الصحيحة للاستنباط؛ إذ الجهل بهذه الطرق قد يؤدي إلى سلوك طرق غير صحيحة في الاستنباط، مما يترتب عليه الخطأ فيما يستنبط من معاني (٢). (٣)


(١) ينظر: التعريفات للجرجاني ص ١٠٤، والكليات لأبي البقاء الكفوي ص ٤٣٩.
(٢) ينظر: منهج الاستنباط من القرآن ص ٢٣٨.
(٣) قال الشاطبي: (كل خارج عن السنة ممن يدعي الدخول فيها، لا بد له من تكلف في الاستدلال بأدلتها على خصوصات مسائلهم، وإلا كذب اطراحها دعواهم - إلى أن قال-: إلا أن هؤلاء - كما يتبين بعد - لم يبلغوا الناظرين فيها بإطلاق. إما لعدم الرسوخ في معرفة كلام العرب والعلم بمقاصدها. وإما لعدم الرسوخ في العلم بقواعد الأصول التي من جهتها تستنبط الأحكام الشرعية، وإما لعدم الأمرين جميعاً فبالحري أن تصير مآخذهم للأدلة مخالفة لمأخذ من تقدمهم من المحققين للأمرين). مختصر كتاب الاعتصام لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف (١/ ٦١)

<<  <   >  >>