للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد اتسم تفسير الرازي بمنهج جديد في التفسير وهو الاعتناء بإيراد تناسب الآيات والسور والتركيز على الآيات الكونية بالاستفادة من علم الفلك والطب والهندسة والفلسفة، والاعتماد على علم أصول الفقه، ويعتبر من رواد علم التناسب بين السور وبين الآيات، وأن اهتمامه بتفسير الآيات الكونية يشكل عرضًا مبتكرًا لتوحيد الربوبية.

وفي هذا القرن ظهرت بعض التفاسير المقتصرة على تفسير آية كالبسملة وآية الكرسي وغيرها، أو تفسير سورة كسورة الفاتحة وغيرها، أو تفسير جزء من القرآن كتفسير جزء عمّ أو جزء تبارك، وهي تفاسير أغلبها خطيّة مذكورة في الفهرس الشامل.

وفي القرن السابع ظهر نقد يؤكد على أهمية التفسير الأثري وتقديمه على التفسير اللغوي إذ حُذر من التسارع إلى اللغة العربية قبل النظر إلى الأثر، ومن هؤلاء الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره، وابن الأثير في جامع الأصول في الجزء الثاني في مطلع قسم التفسير، وشيخ الإسلام ابن تيمية (١)، وفي كتابه مقدمة في أصول التفسير نقد بعض التفاسير كالزمخشري والثعلبي.

وتكررت ظاهرة الاختصار فقد اختصر العز بن عبد السلام (ت ٦٦٠ هـ) تفسير النكت والعيون للماوردي.

كما ظهرت كثرة المختصرات فقد اختصر الملك الصالح أبو الفتح محمد بن محمد بن قراسلان الأرتقي (ت ٦١٩ هـ) كتاب "أسباب النزول" للواحدي في كتابه "أسباب نزول الآي" منه نسخة فريدة في إمبروز يانا تقع في ١٥٤ ورقة كتبت ٧٨٢ هـ (٢).

وكذلك قام أحمد بن محمود النعماني الذي كان حيًا في سنة (٦٢٦ هـ) باختصار كتاب "الموجز في التفسير" لأسعد بن محمود أبي الفضائل العجلي الأصبهاني (ت ٦ هـ) فقد اختصره في كتاب "الموجز من موجز التفسير" (٣).

وفي هذا القرن ظهر تفسير الكواشي الموصلي الموسوم بتبصرة المتذكرة وتذكرة المتبصر، وقد اهتم اهتمامًا بالغًا في علم الوقف والابتداء في كتابه هذا (٤)، وصنع كالواحدي في تفاسيره الثلاثة، فألف ثلاثة تفاسير المختصر والمتوسط والمطول كالوجيز والوسيط والمبسوط.

وفي هذا القرن برزت ظاهرة الجمع من تفسيرين أو أكثر كما صنع ابن الأثير في كتابه "الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف" جمع فيه بين تفسير الثعلبي والزمخشري (٥).

وكذا صنع البيضاوي في تفسيره "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" فقد جمع أغلب تفسيره من


(١) "مجموع الفتاوى" (١/ ٣٥٥، ٣٥٦).
(٢) ينظر: "الفهرس الشامل" (ص ٢١٤ - ٢٤٢ - ٢٤٣).
(٣) وتوجد منه نسخة فريدة في تشتستربتي في ١٧٧ ورقة بخط يده، أما الأصل فمنه نسخة يتيمة في مكتبة الوزيري بطهران في (٢٢٠) ورقة. ينظر: "الفهرس الشامل" (ص ٢١٤ - ٢٤٢ - ٢٤٣).
(٤) وقد حققه فضيلة الدكتور عبد الله بن نافع العمري ونال به درجة الماجستير من كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية.
(٥) "معجم المفسرين" (ص ٤٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>