للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك". قلت: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة (١) جارك" ثم قرأ ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ إلى قوله: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾ (٢) [الفرقان: ٧٠].

(حديث آخر فيه ذكر شرب الخمر) قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، حدثني أبو صخر أن رجلًا حدثه عن عمارة بن حزم أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص وهو بالحجر بمكة، وسأله رجل عن الخمر فقال: والله إن عظيمًا عند الله الشيخ مثلي يكذب في هذا المقام على رسول الله ، فذهب فسأله، ثم رجع فقال: سألته عن الخمر، فقال: "هي أكبر الكبائر، وأم الفواحش، من شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وخالته وعمته" (٣) غريب من هذا الوجه.

(طريق أخرى) رواها الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن داود بن صالح، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأناسًا من أصحاب رسول الله أجمعين -، جلسوا بعد وفاة رسول الله فذكروا أعظم الكبائر، فلم يكن عندهم ما ينتهون إليه، فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو بن العاص أسأله عن ذلك، فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر، فأتيتهم فأخبرتهم، فأنكروا ذلك، فوثبوا (٤) إليه حتى أتوه في داره، فأخبرهم أنهم تحدثوا عند رسول الله أن ملكًا من بني إسرائيل أخذ رجلًا فخيره بين أن يشرب خمرًا، أو يقتل نفسًا، أو يُزاني، أو يأكل لحم خنزير، أو يقتله، فاختار شرب الخمر، وإنه لما شربها لم يمتنع من شيء أراده منه، وإن رسول الله قال لنا مجيبًا: "ما من أحد يشرب خمرًا إلا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، ولا يموت أحد وفي مثانته (٥) منها شيء إلا حرم الله عليه الجنة، فإن مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية" (٦). هذا حديث غريب من هذا الوجه جدًّا، وداود بن صالح هذا هو [التمار] (٧) المدني مولى الأنصار، قال الإمام أحمد: لا أرى به بأسًا. وذكره ابن حبان في الثقات ولم أر أحدًا [جرحه] (٨).

(حديث آخر) عن عبد الله بن عمرو وفيه ذكر اليمين الغموس. قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي أنه قال: "أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، أو قتل النفس - شعبة الشاك - واليمين


(١) كذا في الصحيحين ونسخة (ح) و (حم) و (مح)، وفي الأصل: "تزني بحليله جارك".
(٢) متفق عليه، تقدم تخريجه في سورة البقرة آية ٢٢.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لإبهام شيخ ابن صخر.
(٤) أي نهضوا وقاموا مسرعين (النهاية: و ث ب).
(٥) أي العضو الذي يجتمع فيه البول أسفل البطن (النهاية: م ث ن).
(٦) أخرجه الحاكم من طريق الدراوردي به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٤/ ١٤٧)، وقال المنذري: رواه الطبراني بإسناد صحيح (الترغيب ٣/ ٢٥٨)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٥/ ٧٠). وأخشى أن يكون متنه من الزاملتين اللتين اشتهر بهما عبد الله بن عمرو بن العاص .
(٧) كذا في (ح) و (حم) و (مح)، وفي الأصل: "اليماني"، وهو تصحيف.
(٨) كذا في (ح) و (حم) و (مح)، وفي الأصل: "أخرجه"، وهو تصحيف.