للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد، ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن".

وقال الإمام أحمد (١): حدثنا أبو سعيد مولى بن هاشم، حدّثنا عباد بن ميسرة، عن الحسن، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة".

وقال البزار (٢): حدثنا محمد بن حرب، حدّثنا يحيى بن المتوكل، حدّثنا عنبسة بن مهران، عن الزهري، عن (سعيد) (٣) وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "مراء في القرآن (٤) كفر".

ثم قال عنبسة: هذا ليس بالقوي، وعنده في إسناد آخر.

وقال الحافظ (٥) أبو يعلى: حدّثنا أبو بكر (حدّثنا ابن) (٦) إدريس، حدّثنا المقبري، عن


(١) في "المسند" (٢/ ٣٤١)؛ وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (٣/ ١٣٣)؛ وابن مردويه كما في "إتحاف السادة" (٤/ ٥٠٠)، من هذا الوجه. قال العراقي في "تخريج الإحياء" (١/ ٢٨١): "فيه ضعف وانقطاع" وأعله الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٦٢) بعباد بن ميسرة. وقال المنذري في "الترغيب" (٢/ ٣٤٥) "رواه أحمد عن عباد بن ميسرة واختلف في توثيقه، عن الحسن عن أبي هريرة، والجمهور على أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة" ولم يتفرد به عباد؛ فتابعه صالح بن مقسم، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا فذكره. أخرجه ابن منده في "الرد على من يقول (الم) حرف" (٢٤) من طريق هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صالح بن مقسم فذكره.
وقد خولف هشام في إسناده. خالفه سعيد بن منصور فرواه في "تفسيره" (٩) قال: نا إسماعيل ابن عياش، عن ليث وهو ابن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من تلا آية … الحديث" وتابعه الهيثم بن خارجة قال: حدثنا إسماعيل بن عياش بسنده سواء أخرجه الشجري (١/ ٧٦) ورواية سعيد والهيثم أرجح، وهشام بن عمار فيه مقال من قبل حفظه، ولعل هذا الاختلاف يكون من إسماعيل بن عياش. وبالجملة فليس للحديث إسناد حسن ولا صحيح والله أعلم.
(٢) في "مسنده" (ج ٢/ ق ١٢٨/ ٢) وقال: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة إلا عنبسة وهو رجل ليس بالقوي، وعنده فيه إسناد آخر". اهـ. والإسناد الذي أشار البزار أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ١٩٢) من طريق محمد بن حرب الواسطي، عن يحيى بن المتوكل، عن عنبسة بن مهران، عن مكحول، عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا مثله. وقال أبو نعيم: "غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث ابن حرب". وآفة هذه الأسانيد هو عنبسة هذا، فقد قال أبو حاتم: "منكر الحديث" وضعفه أبو داود وغيره.
وأخرجه أبو داود (٤٦٠٣)؛ وأحمد (٢/ ٢٥٨، ٢٨٦، ٤٢٤، ٤٧٥، ٤٧٨، ٤٩٤، ٥٠٣، ٥٢٨)؛ وابن حبان (٥٩)، وغيرهم من طرق عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا وهذه طرق بعضها صحيح وبعضها حسن، ذكرتها في "التسلية".
(٣) في (أ): "شعبة"! ووقع في (ج): "سعيد بن أبي سلمة"!!
(٤) إلى هنا انتهت النسخة (ط).
(٥) في "مسنده" (ج ١١/ رقم ٦٥٦٠)؛ وأخرجه ابن أبي شيبة (١٠/ ٤٥٦)؛ والحاكم (٢/ ٤٣٩)؛ وعنه البيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٠٩٣، ٢٠٩٤، ٢٠٩٥)؛ وأحمد بن منيع في "مسنده"، كما في "المطالب" (٣/ ٢٩٨)؛ والخطيب (٨/ ٧٧، ٧٨)؛ وابن الأنباري في "الوقف والابتداء" (ص ٥) من طرق عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وسنده ضعيف جدًا، وعبد الله بن سعيد متروك، وبه أعله الهيثمي (٧/ ١٦٣). أما الحاكم فصححه فرده الذهبي بقوله: "بل أجمع على ضعفه".
(٦) في (أ): "ابن أبي"!