للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدّثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري، حدثني عبد الله بن ماهان الأزدي، حدثني فايد مولى عبيد الله بن أبي رافع، حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي، عن أبيها قال: قال رسول الله : "حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة".

وروى الطبراني (١) من حديث بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن المهاصر بن حبيب، عن عبيدة المليكي، عن رسول الله أنه كان يقول: "يا أهل القرآن! لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار، وتغنوه وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولا تستعجلوا ثوابه، فإن له ثوابًا".

وفي حديث عقبة (٢) بن عامر نحوه كما تقدم.

وقال الإمام أحمد (٣): حدثنا أبو سعيد، حدّثنا ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله : "لو أن القرآن جعل في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق".

تفرد به.

قيل: معناه: أن الجسد الذي يقرأ القرآن لا تمسه النار.

وفي "سنن ابن ماجه" (٤) من طريق المغيرة بن نهيك، عن عقبة بن عامر مرفوعًا: "من تعلم القرآن ثم تركه، فقد عصاني".

وفي حديث رواه "أبو يعلى" (٥). . . . . . . . . . . . . . . .


= وأعله الهيثمي (٧/ ١٦١) بإسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة فهو ضعيف وأخرجه الخطيب ومن طريقه ابن عساكر (ص ١٥٥)؛ وابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٢٥٣) من هذا الوجه وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، وفائد ليس بشيء، قال أحمد: هو متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به". وأخطأ ابن الجوزي، فالواقع في السند هو فائد أبو الورقاء أما الواقع في السند فهو فائد المدني روى عنه القعنبي وزيد بن الحباب وجماعة، ووثقه ابن معين وقال أبو حاتم: لا بأس به. وللحديث شواهد كلها ساقطة، والحديث من جميع طرقه لا يصح. والله أعلم.
(١) في "المعجم الكبير"، كما في "المجمع" (٢/ ٢٥٢)، وقال: "فيه أبو بكر بن أبي مريم"؛ وأخرجه البيهقي في "الشعب" (ج ٤/ رقم ١٨٥٢)؛ وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٢٦٠)؛ وكذا أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (٢٢٧٠)؛ وابن عساكر في "تاريخه" (ج ٤/ ق ٥٩٥، ٥٩٦) وقد اختلف في إسناده، والحديث لا يصح بوجه من الوجوه. والله أعلم.
(٢) يشير إلى حديثه "تعلموا كتاب الله واقتنوه. . ." وقد تقدم تخريجه.
(٣) في "مسنده" (٤/ ١٥١، ١٥٥)؛ وأخرجه الدارمي (٢/ ٣٠٩)؛ وأبو عبيد (ص ٢٢، ٢٣)؛ والفريابي (١/ ٢) كلاهما في الفضائل؛ والروياني في "مسنده" (ج ١٩/ ق ٤٨/ ٢)؛ والحكيم الترمذي في "النوادر" (ج ٣/ ق ١٠١/ ٢)؛ وأبو يعلى (ج ٣/ رقم ١٧٤٥)؛ وأبو الشيخ في الطبقات (٧٤٠)؛ وابن شاهين في "الترغيب" (١٩٦)؛ وابن عدي (٦/ ٢٤٦٠)؛ والطحاوي في "المشكل" (١/ ٣٩٠) وآخرون من طرق عن ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر، وقد اختلف في سنده، والصواب في هذا الحديث الوقف، كما حققته في "تسلية الكظيم" والحمد لله وله شاهدان عن سهل بن سعد وعصمة بن مالك، ولا يثبت واحد منهما والله أعلم.
(٤) كذا قال المصنف : "من تعلم القرآن. . ." والذي في "سنن ابن ماجه" (٢٨١٤) "من تعلم الرمي ثم تركه. . . إلخ".
(٥) في "مسنده" (ج ٢/ رقم ١٠٠٠)؛ وأخرجه الطبراني في "الصغير" (٢/ ٦٦، ٦٧)؛ والخطيب (٧/ ٣٩٢، =