للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عبد الملك بن عمير، عن شبيب أبي روح من ذي الكَلاع، أنه صلى مع النبي … فذكره (١)، فدلّ هذا على أن إكمال الطهارة يسهل القيام في العبادة ويعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها.

وقال أبو العالية في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾: إن الطهور بالماء لحسن ولكنهم المطهرون من الذنوب (٢).

وقال الأعمش: التوبة من الذنوب والتطهر من الشرك (٣).

وقد ورد في الحديث المروي من طرق في السنن وغيرها أن رسول الله قال لأهل قباء: "قد أثنى الله عليكم في الطهور فماذا تصنعون؟ " فقالوا: نستنجي بالماء (٤).

وقد قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا أحمد بن عبد العزيز قال: وجدته في كتاب أبي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ فسألهم رسول الله ، فقالوا: إنا نتبع الحجارة بالماء. رواه البزار، ثم قال: تفرد به محمد بن عبد العزيز عن الزهري ولم يرو عنه سوى ابنه (٥). قلت: وإنما ذكرته بهذا اللفظ؛ لأنه مشهور بين الفقهاء ولم يعرفه كثير من المحدثين المتأخرين أو كلهم، والله أعلم.

﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠)﴾.

يقول تعالى: لا يستوي من أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان ومن بنى مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين، وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل، فإنما يبني هؤلاء بنيانهم على شفا جرف هار، أي طرف حفيرة منثالة ﴿فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ أي: لا يصلح عمل المفسدين.

قال جابر بن عبد الله: رأيت المسجد الذي بني ضرارًا يخرج منه الدخان على عهد رسول الله (٦).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢٥/ ٢١٠ - ٢١١ ح ١٥٨٧٤) وقال محققوه: حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإرساله.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح من طريق أبي المنهال، وهو سيار بن سلامة، عن أبي العالية.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي يحيى التيمي عن الأعمش، وأبو يحيى هو: إسماعيل بن إبراهيم الأحول وهو ضعيف كما في التقريب.
(٤) تقدم تخريجه قبل صفحتين.
(٥) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (ح ٢٤٧). قال الهيثمي: فيه محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري ضعفه البخاري والنسائي (مجمع الزوائد ١/ ٢١٢).
(٦) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم والحاكم (المستدرك ٤/ ٥٩٦)، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه محمود شاكر في تعليقه على تفسير الطبري.