للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جريج وغيره: كانوا أهل بادية وماشية (١)، وقال: كانوا يسكنون بالعربات من أرض فلسطين من غور الشام، قال: وبعض يقول: كانوا بالأولاج (٢) من ناحية شعب أسفل من حسمى (٣)، وكانوا أصحاب بادية وشاء وإبل، ﴿مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ﴾ أي: إذا أراد أمرًا قيض له أسبابًا وقدره ويسره ﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ﴾ بمصالح عباده، ﴿الْحَكِيمُ﴾ في أقواله وأفعاله وقضائه وقدره وما يختاره ويريده.

قال أبو عثمان النهدي، عن سليمان: كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون سنة (٤).

قال عبد الله بن شداد: وإليها ينتهي أقصى الرؤيا. رواه ابن جرير (٥).

وقال أيضًا: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا هشام عن الحسن قال: كان منذ فارق يوسف يعقوب إلى أن التقيا ثمانون سنة، لم يفارف الحزن قلبه، ودموعه تجري على خديه، وما على وجه الأرض عبد أحب إلى الله من يعقوب (٦).

وقال هشيم، عن يونس، عن الحسن: ثلاث وثمانون سنة (٧)، وقال مبارك بن فضالة، عن الحسن: ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة، فغاب عن أبيه ثمانين سنة، وعاش بعد ذلك ثلاثًا وعشرين سنة، فمات وله عشرون ومائة سنة (٨).

وقال قتادة: كان بينهما خمس وثلاثون سنة (٩).

وقال محمد بن إسحاق: ذكر - والله أعلم - أن غيبة يوسف عن يعقوب كانت ثماني عشرة سنة، قال: وأهل الكتاب يزعمون أنها كانت أربعين سنة أو نحوها، وأن يعقوب بقي مع يوسف بعد أن قدم عليه مصر سبع عشرة سنة، ثم قبضه الله إليه (١٠).

وقال أبو إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال: دخل بنو إسرائيل مصر وهم ثلاثة وستون إنسانًا، وخرجوا منها وهم ستمائة ألف وسبعون ألفًا (١١). وقال أبو إسحاق، عن مسروق: دخلوا وهم ثلاثمائة وتسعون بين رجل وامرأة (١٢)، فالله أعلم.


(١) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه الحسين، وهو ابن داود، وهو ضعيف.
(٢) الأولاج: قال ابن إسحاق في غزوة زيد بن حارثة: جُذام بنواحي حِسمي (معجم البلدان ١/ ٢٨٢) وحسمي كما يلي.
(٣) حِسمي: وهو أرض ببادية الشام بينها وبين وادي القرى ليلتان، وأهل تبوك يرون جبل حسمي في غربيّهم (معجم البلدان ٢/ ٢٥٨).
(٤) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن من طريق أبي عثمان النهدي به.
(٥) أخرجه الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضًا من طريق أبي سنان عن عبد الله بن شداد.
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح، وعبد الوهاب الثقفي هو ابن عبد المجيد، وهشام هو ابن حسان الأزدي، ولا يضر ما قيل من أن روايته عن الحسن فيها مقال، لأنه كان يرسل عن الحسن (التقريب ص ٥٧٢) لأنه قد توبع بواسطة مبارك بن فضالة كما سيأتي في الرواية التالية.
(٧) أخرجه الطبري من طريق هشيم، وهو ابن بشير به، ويونس هو ابن عبيد، وسنده جيد.
(٨) أخرجه الطبري من طريق مبارك به.
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة.
(١٠) أخرجه الطبري بسند ضعيف عن ابن إسحاق قال: ذكر لي … فذكره.
(١١) أخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق السبيعي به، وسنده ضعيف، لأن أبا عبيدة لم يسمع من ابن مسعود.
(١٢) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه ابن وكيع وهو سفيان فيه مقال.