للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: قائد (١).

وقال أبو العالية: الهادي القائد، والقائد الإمام، والإمام العمل (٢).

وعن عكرمة وأبي الضحى ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ قالا: هو محمد (٣).

وقال مالك: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ يدعوهم إلى الله ﷿.

وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري، حدثنا معاذ بن مسلم بياع الهرويّ، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، قال: لما نزلت ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ قال: وضع رسول الله يديه على صدره وقاله: "أنا المنذر، ولكل قوم هاد". وأومأ بيده إلى منكب علي (٤)، فقال: "أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي" (٥)، وهذا الحديث فيه نكارة شديدة.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا المطلب بن زياد، عن السدي، عن عبد خير، عن علي ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ قال: الهادي رجل من بني هاشم (٦).

قال الجنيد: هو علي بن أبي طالب .

قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس في إحدى الروايات وعن أبي جعفر محمد بن علي نحو ذلك (٧).

﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (٨) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (٩)﴾.

يخبر تعالى عن تمام علمه الذي لا يخفى عليه شيء، وأنه محيط بما تحمله الحوامل من كل إناث الحيوانات، كما قال تعالى: ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ [لقمان: ٣٤] أي: ما حملت من ذكر أو أنثى، أو حسن أو قبيح، أو شقي أو سعيد، أو طويل العمر أو قصيره، كقوله تعالى: ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: ٣٢]، وقال تعالى: ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ﴾ [الزمر: ٦] أي:


(١) قول أبي صالح أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق إسماعيل بن أبي خالد عنه، وقول يحيى بن رافع أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن من طريق إسماعيل بن أبي خالد عنه.
(٢) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسند جيد من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية.
(٣) قول عكرمة أخرجه الطبري بسند حسن من طريق السدي عنه، وقول أبي الضحى - وهو مسلم بن صبيح - أخرجه الطبري بسند حسن من طريق عكرمة عن أبي الضحى.
(٤) أي ابن أبي طالب الخليفة الراشد .
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف جدًا، فإن الحسن بن الحسين الأنصاري من رؤساء الشيعة، كذا قال الحافظ ابن حجر، وذكر هذه الرواية ثم قال: ومعاذ نكرة فلعل الآفة منه (لسان الميزان ٢/ ١٩٩)، وضعفه الحافظ ابن كثير أيضًا.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لأن السدي فيه تشيع.
(٧) قول الجنيد لم يُسند لأحد، وقول ابن عباس وأبي جعفر ذكرهما ابن أبي حاتم تعليقًا.