للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن أبي (١) حاتم: حدثنا أبو سعيد (بن) (٢) يحيى بن سعيد القطان، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني أبو الأشهب، عن الحسن؛ قال: (الرحيم) (٣) اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه، تسمى به .

[وقد جاء في حديث (٤) أم سلمة أن رسول الله كان يقطع قراءته حرفًا حرفًا: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾ فقرأ بعضهم كذلك، وهم طائفة. ومنهم من وصلها بقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾ وكسرت] (٥) (٦) [الميم لالتقاء الساكنين وهم الجمهور، وحكى الكسائي من الكوفيين عن بعض العرب أنها تقرأ بفتح الميم وصلة الهمزة، فيقولون: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾ فنقلوا حركة الهمزة إلى الميم بعد تسكينها، كما قرئ قوله تعالى: ﴿الم (١) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [آل عمران: ١، ٢].

قال ابن عطية (٧): ولم ترد هذه قراءةً عن أحد فيما علمت.

﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾.

(القراء) (٨) السبعة على ضم الدال في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، وهو مبتدأ وخبر.

وروى عن سفيان بن عيينة بن العجاج أنهما قالا: (الحمد لله) - بالنصب، وهو على إضمار فعل. وقرأ ابن أبي عبلة "الحمد لله" بضم الدال واللام إتباعًا للثاني الأول، وله شواهد لكنه شاذ. وعن الحسن وزيد بن علي (الحمد لله) بكسر الدال إتباعًا للأول الثاني] (٧).

قال أبو جعفر بن جرير () (٩): معنى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾: الشكر لله خالصًا دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد، ولا يحيط بعددها غيره أحد، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق، وغذاهم به من نعيم العيش، من غير استحقاق منهم ذلك عليه، ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه، من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم، فلربنا الحمد على ذلك كله أولًا وآخرًا.


(١) في "تفسيره" رقم (٧) وإسناده صحيح، وأبو سعيد بن يحيى، هو أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، قال ابن أبي حاتم: "كان صدوقًا" وقال ابن حبان: "كان متقنًا. وأبو الأشهب، هو جعفر بن حيان السعدي".
(٢) ساقط من (ز).
(٣) وقع في (ز) و (ن) و (هـ): "الرحمن"، وما أثبته وقع في سائر الأصول، وهو الموافق لما في "تفسير ابن أبي حاتم" ولما في "الدر المنثور" (١/ ٩)، وإن كان كلام الحسن أليق أن يجعل لاسم: "الرحمن" والله أعلم.
(٤) ساقط من (ز).
(٥) مرّ تخريجه في أول الفاتحة.
(٦) ساقط من (ز).
(٧) في "تفسيره" (١/ ٩٣).
(٨) في (ك): "القرأة".
(٩) ساقط من (ز) و (هـ).