للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النبي قال: "الريح الجنوب من الجنة، وهي [التي] (١) ذكر الله في كتابه، وفيها منافع للناس" (٢)، وهذا إسناد ضعيف.

وقال الإمام أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي في مسنده: حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار، أخبرني يزيد بن جُعْدُبة الليثي، أنه سمع عبد الرحمن بن مخراق يحدث عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله : "إن الله خلق في الجنة ريحًا بعد الريح بسبع سنين، وإن من دونها بابًا مغلقًا، وإنما يأتيكم الريح من ذلك الباب، ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض من شيء، وهي عند الله الأذيب (٣)، وهي فيكم الجنوب" (٤).

وقوله: ﴿فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ﴾ أي: أنزلناه لكم عذبًا يمكنكم أن تشربوا منه لو نشاء جعلناه أجاجًا، كما نبه على ذلك في الآية الأخرى في سورة الواقعة، وهو قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (٧٠)[الواقعة]، وفي قوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠)[النحل].

وقوله: ﴿وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ قال سفيان الثوري: بمانعين (٥)، ويحتمل أن المراد وما أنتم له بحافظين، بل نحن ننزله ونحفظه عليكم ونجعله معينًا وينابيع في الأرض، ولو شاء تعالى لأغاره وذهب به، ولكن من رحمته أنزله وجعله عذبًا، وحفظه في العيون والآبار والأنهار وغير ذلك، ليبقى لهم في طول السنة يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم وثمارهم.

وقوله: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ﴾ إخبار عن قدرته تعالى على بدء الخلق وإعادته، وأنه هو الذي أحيا الخلق من العدم، ثم يميتهم ثم يبعثهم كلهم ليوم الجمع، وأخبر أنه تعالى يرث الأرض ومن عليها، وإليه يرجعون،

ثم قال تعالى مخبرًا عن تمام علمه بهم أولهم وآخرهم، فقال: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ﴾ الآية.

قال ابن عباس : المستقدمون: كل من هلك من لدن آدم ، والمستأخرون من هو حي ومن سيأتي إلى يوم القيامة (٦)، وروي نحوه عن عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب والشعبي وغيرهم (٧)، وهو اختيار ابن جرير .


(١) الزيادة من (حم) و (مح).
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف جدًا لأن أبا المُهَزِّم متروك (التقريب ص ٦٧٦)، وضعف سنده أيضًا الحافظ ابن كثير.
(٣) الأذيب: أي السريع، ويقال: الأزيب، كما في الفائق للزمخشري.
(٤) أخرجه الحميدي بسنده ومتنه (المسند ١/ ٧٠ ح ١٢٩)، أخرجه البزار من طريق سفيان به، قال الحافظ ابن حجر: ويزيد بن جعدبة: كذاب (مختصر زوائد مسند البزار (٢/ ٢٦٢، ٢٦٣ ح ١٨٣٦).
(٥) ذكره الثوري في تفسيره، وأخرجه الطبري بسند صحيح عن الثوري.
(٦) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عطية العوفي عن ابن عباس بنحوه.
(٧) قول عكرمة أخرجه الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضًا، وقول مجاهد أخرجه الطبري من طريق خُصيف عنه ويتقوى بسابقه ولاحقه، وقول قتادة أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق معمر عنه، وقول الضحاك أخرجه الطبري بسند ضعيف لإبهام شيخ الطبري، وقول محمد بن كعب أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه أبو معشر، وهو السندي ضعيف.