للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[قال: "لو أن الدنيا بحذافيرها في يد رجل من أمتي، ثم قال: الحمد لله، لكان الحمد لله أفضل من ذلك". قال القرطبي (١) وغيره: أي لكان إلهامه الحمد لله أكبر نعمةً عليه من نعم الدنيا؛ لأن ثواب الحمد لا يفنى، ونعيم الدنيا لا يبقى؛ قال الله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (٤٦)[الكهف].

وفي "سنن ابن ماجه" (٢)، عن ابن عمر أن رسول الله حدثهم أن "عبدًا من عباد الله قال: يا رب؛ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى الله، فقالا: يا ربنا، إن عبدًا قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها. قال الله - وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب، إنه قال: لك الحمد يا رب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال الله لهما: "اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها"".

وحكى القرطبي (٣) عن طائفة أنهم قالوا: قول العبد: الحمد لله رب العالمين أفضل من قوله: لا إله إلا الله، لاشتمال: "الحمد لله رب] (٤) [العالمين" على التوحيد مع الحمد] (٥).

[وقال آخرون: لا إله إلا الله أفضل؛ لأنها (الفصل) (٦) بين الإيمان والكفر، وعليها يقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، كما ثبت في الحديث "المتفق عليه" (٧).

وفي الحديث (٨) الآخر] (٥). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) "تفسير القرطبي" (١/ ١٣١).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٨٠١)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ١٢/ رقم ١٣٢٩٧)؛ والبيهقي في "الشعب" (ج ٨/ رقم ٤٠٧٧) من طريق إبراهيم بن المنذر حدثني صدقة بن بشير قال: سمعت قدامة بن إبراهيم الجمحي يحدث عن عبد الله بن عمر فذكره مرفوعًا.
قال البوصيري في "الزوائد" (١٩١/ ٣): "هذا إسناد فيه مقال، قدامة بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وصدقه بن بشير لم أر من جرحه ولا من وثقه وباقي رجال الإسناد ثقات، ورواه الإمام أحمد في "مسنده" من هذا الوجه". اهـ.
قلت: فالإسناد ضعيف، ولم أجده عند أحمد، ولم يذكره الحافظ في "أطراف المسند". فالله أعلم.
(٣) في "تفسيره" (١/ ١٣٢).
(٤) ساقط من (ز) و (ع) و (ك) و (هـ) و (ى).
(٥) ساقط من (ز) و (ع) و (ك) و (هـ) و (ى).
(٦) كذا في (ج) و (ل) وفي (ن): "التفصيل"!
(٧) أخرجه البخاري (٣/ ٢٦٢ و ١٢/ ٢٧٥ و ١٣/ ٢٥٠)؛ ومسلم (٢٠/ ٣٢، ٢١/ ٣٣، ٣٤، ٣٥).
(٨) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٥٩٩ - ١٦٠٠)؛ والبيهقي في "الشعب" (ج ٨/ رقم ٣٧٧٨) من طريق عبد الرحمن بن يحيى المدني، عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل قولي وقول الأنبياء قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير".
قلت: كذا روى عبد الرحمن بن يحيى عن مالك ووهم عليه قال ابن عدي: "حدث عن الثقات بالمناكير".
وقال العقيلي: "مجهول لا يقيم الحديث من جهته" وصرح بغلطه ابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٣٩)؛ والبيهقي في "السنن" (٥/ ١١٧) وفي "الشعب" وقال: "هكذا رواه عبد الرحمن بن يحيى وغلط فيه إنما رواه مالك في "الموطأ" مرسلًا".
وقال ابن عدي: "هذا منكر عن مالك .. لا يرويه غير عبد الرحمن هذا، وعبد الرحمن غير معروف".
وقال ابن عبد البر: "لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث، ولا أحفظه بهذا الإسناد مسندًا من=