قال البوصيري في "الزوائد" (٢٩٦/ ١): هذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله لا يعرف حاله، وبشر ضعفه أحمد، وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات". اهـ. فأما نقل المصنف تحسين الدارقطني للإسناد ففيه تسامح؛ لأن طريق الدارقطني مختلف عن طريق أبي داود وابن ماجه. فقد أخرجه في "سننه" (١/ ٣٣٥) وكذلك ابن حبان (٤٦٣ - موارد)؛ والحاكم (١/ ٢٢٣)؛ وابن عبد البر في "التمهيد" (٧/ ١٤)؛ والبيهقي (٢/ ٥٨) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، قال: حدثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال: "آمين" وهذا الطريق قال فيه الدارقطني: "هذا إسناد حسن" وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي! وليس كما قالوا: فأما قول الحاكم فخطأ؛ لأن هذه الترجمة: "إسحاق بن إبراهيم عن عمرو بن الحارث الحمصي، عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي" ما خرجها الشيخان ولا أحدهما، بل ولا احتجا برواتها عدا الزبيدي فمن رجالهما وعبد الله بن سالم الأشعري من رجال البخاري وحده، ثم إسحاق بن إبراهيم الملقب بـ (زبريق) ضعيف وعمرو بن الحارث هو الحمصي وليس المدني فإن هذا أعلى منه في الطبقة، وهذا الحمصي وثقه ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٤٨٠) وقال: "مستقيم الحديث" فرده الذهبي في "الميزان" فقال: "تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم زبريق ومولاة له اسمها علوة فهو غير معروف العدالة وابن زبريق ضعيف". اهـ. وبهذا يظهر ما في قول الدارقطني أيضًا. والله أعلم. وقوله: "فيرتج المسجد" لا يصح في المرفوع، إنما أخرج البخاري (٢/ ٢٦٢) معلقًا ووصله عبد الرزاق (ج ٢/ رقم ٢٦٤٠)؛ وابن أبي شيبة (٢/ ٤٢٧) في "مصنفيهما"؛ وابن المنذر في "الأوسط" (٣/ ١٣٢)؛ والفاكهي في "أخبار مكة" (٣/ ٩٦)؛ والبيهقي (٢/ ٥٩) من طريق ابن جريج عن عطاء أن ابن الزبير كان يؤمن ويؤمن من خلفه حتى إن للمسجد للجة. وفي رواية: "لرجة" قلتُ وسنده صحيح لولا عنعنة ابن جريج فإنه قبيح التدليس، وكان شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني، ﵀، يمشيها عن عطاء وحده. وأخرج البيهقي (٢/ ٥٩) من طريق أبي حمزة السكري محمد بن ميمون، عن مطرف بن طريف عن خالد بن أبي أيوب، عن عطاء قال: أدركت مائتين من أصحاب النبي ﷺ في هذا المسجد إذا قال الإمام ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: ٧] سمعت لهم رجةً بـ"آمين" وهذا سند رجاله ثقات خلا خالد بن أبي أيوب، ما عرفته ثم ظهر لي أنه تصحيف وصوابه خالد بن أبي نوف. ووقع في ترجمة عطاء بن أبي رباح من "التهذيب" (٢٠/ ٧٣) " .. ابن أبي عوف" وكل هذا خطأ، وخالد بن أبي نوف هذا ما وثقه إلا ابن حبان فهو مجهول الحال، وأشار المزي في "تحفة الأشراف" (٣/ ٣٨٧) إلى الحديث الوحيد الذي رواه له النسائي (١/ ١٧٤) وقال: "وإسناده مجهول" وكل رجال الإسناد معروفون، فيتجه الكلام إلى ابن أبي نوف، والظاهر عندي أن قوله: "إسناده مجهول" من كلام النسائي كما يعرف من عادة المزي في كتابه، فلو صح هذا الأثر لكان له حكم الرفع كما لا يخفى والله أعلم. (٢) في (ز): "يرتج". (٣) أخرجه أبو داود (٩٣٧) قال: حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا وكيع، عن الثوري: عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن بلال فذكره. وتوبع وكيع. تابعه عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري بسنده=